يا حافلين بعيد فيه تذكرة

يَا حافِلِينَ بِعِيدٍ فِيهِ تَذْكِرَةٌ

وَعِبْرَةٌ حَبَّذا النَّيرُوزُ مِنْ عِيدِ

تَعَلَّمُوا أَنَّ قَوْمَاً بِالتُّقى اعْتَصَمُوا

لَهُمْ مِنَ اللهِ أَجْرٌ غَيْرُ مَجْحُودِ

نَاجُونَ مَهْمَا يُسَامُوا دُونَ مَا اعْتَقَدُوا

مِنْ اضْطِهادٍ وَمِنْ ذُلٍّ وَتَشْرِيدِ

آبَاؤُكُمْ أَثْبَتَوا لِلْخَلْقِ أَنَّهمْ

أَبْلَوا بَلاءَ الأَعِزَّاءِ الصَّنادِيدِ

وَأَوْرَثُوْكُمْ فَخَاراً بِانْتِسًابِكُمْ

إِلى أُولَئِكُمْ الغُرِّ الأَماجِيدِ

قَالَوا وَمَصْدَاقُ ما قَالَوا فَعَائِلُهُمْ لاشَ

أنَ فِي العَيْشِ لِلْضُعْفَى الرَّعَادِيدِ

فآيَةُ الشُّكرِ أَنْ تُوْفُوا حُقُوقَهُمْ

عَلَى بَنِيهِمْ بِتَبْجِيلٍ وَتَمْجِيدِ

وَأَنْ تَرَوْهُمْ عَلَى الأَيَّامِ إِنَّكمُ

بِالبِرِّ خلَّدْتُمُوهُمْ خَيْرَ تَخْلِيدِ

لِلْبَطْرِيرَكِ أَبِي الأَحْبَارِ طَلْعَتُهُ

فِي كُلِّ يَوْمٍ بِهَذِي الدّارِ مَشْهُودِ

يَبْدُو وَجَمعيَّة التُّوْفِيقِ بَاسِطَةٌ

لَدَيْهِ آيَاتِ تَحْسِينٍ وَتَجْدِيدِ

بِيُمْنِهِ تُدْرَكُ الأَوْطَارُ سَاعِيةً

لَهَا بِأَبْرِعِ تَقْرِيبٍ وَتَمْهِيدِ

رَئِيسُهَا قُدْوةٌ لِلْنَّاسِ صَالِحَةٌ

بِالحَزْمِ وَالعَزْمِ وَالإِقْدَامِ وَالجُودِ

وَصَحْبُهُ وَمُعِينُوهُ الكِرَامُ بَنَوا

لِلْعِلْمِ أَخْلَقَ بُنْيَانٍ بِتوْطِيدِ

صَرْحٌ يُعَدُّ لِمِصْرَ خَيْرُ نَابِتَةٍ

تُؤْتَى الْجَنَى الْعَذْبَ مِنْ نُضْرِ الأَمَاليدِ

فَبارَكَ اللهُ فِي رَاعِي الغِرَاسِ وَفِي

تِلْكَ الغِرَاسِ لِدَهْرٍ غَيْرِ مَحْدُودِ

وَلْيَحْيَا فَارُوقُ وَادِي النِّيلِ مُرْتَقِياً

إِلى ذُرَى الْمَجْدِ فِي عِزٍّ وتَأْيِيدِ