أصاحي ما لطير العز صاحا

أَصاحي ما لِطَير العزّ صاحا

وَما لشذا رِياض الأنسِ فاحا

وَما لهزارِ غصن المَجد غَنّى

وَما لهلالِ أَوج السَعد لاحا

وَما لِلفَوز أَسفَر عَن محيّا

بِهِ لَيل الخطوب غَدا صَباحا

وَما لليمن أعلن بِالتَهاني

وَبِالبُشرى فَكَم مهج أراحا

وَما لِبَشائر الأَفراح عزّا

أَتَت تَطوي المَهامه وَالبِطاحا

وَما لِلمَجد قَد رَقص اِبتِهاجا

كَأَنّ يَد السُرور سَقتهُ راحا

وَما لِمطالع الإِقبال لاحَت

كَواكبها فَقارَنت الفلاحا

وَما بالي أَرى رتب المَعالي

مِن التَوفيق قَد لَبست وشاحا

وَما لِرُبوع بَيروت تَباهَت

وَبِالأَفراح أَعلَنَتِ اِنشراحا

وَما لِلدَهر أَصبَح ذا اِنقِياد

لَنا وَلطالَما أَبدى جِماحا

وَما لِقُلوبِنا سكرت سُرورا

كَأَنّ سُرورَها كانَ اِصطِباحا

وَما لِأَخ الغِواية نال رُشدا

وَنشوان الضَلالة قَد تَصاحى

لعمرك إنّ كُلّ فَساد شَأن

ينال بِصالح الوزَرا صَلاحا

مُشير عوده عيد عَلَيهِ

قَدِ اِصطَلَحَت مَذاهبنا اِصطِلاحا

مُشير الدَولة الغَرّاء أَعطَت

رَعاياها بِهِ الشَرَف الصُراحا

مُشير تاه فيهِ الشعر عزّاً

لِأَنّ المَدح نالَ بِهِ اِمتِداحا

وَمِن تَشريفه شرف وَفَخرٌ

لَنا كسب المَفاخر قَد أَباحا

قدوم حُفَّ بِالإِسعاد فَضلاً

مِن المَولى الكَريم فَلا اِنتِزاحا

وَإِقبال بِهِ الإِقبال أَضحى

يَسوق لعزّ دَولته النَجاحا

وإِمداد مِن المنّان جودا

مَواهبه بِهِ القَدر اِستماحا

إِذا ما عدَّ في الكرماءِ ختما

ذكرت بِهم محامده اِفتِتاحا

لَقَد رَفَعَ الإِله لَهُ مَقاماً

بِهِ خَفض الزَمان لَهُ جَناحا

حَليم لَو تَمثّل مِنهُ حلم

لِعَينك خلته الماءَ القراحا

وَذو بَأس مَتى ما حَرّكته

شَهامته بَدا قَدراً مُتاحا

وَعَزم أَخجَل السمر العَوالي

وَحَزم أَهمل البيض الصفاحا

مَتى صَدرت أَوامره لِأَمرٍ

قَضَتهُ كَأَنَّما كانَت سِلاحا

وَبَين بَنانه الأَقلام تَزهو

فَتزري المشرفيّة وَالرِماحا

أَطل ما شئت فيهِ ثَناً وَمَدحاً

وَلا تَخشَ الملام فَلا جناحا

فلو أَنّ السها ساماه قَدرا

لَخلنا جِدَّ غايته مزاحا

وَلَو أَنَّ الحَيا جاراه جوداً

لَنال بِبَعض نائله اِفتِتاحا

ألا يا وامق المَعروف طَبعا

وَمَن بِقدومه العاني اِستَراحا

لَنا نَيل الهَنا بِكَ مِثلَما قَد

تَمنّينا عَلى الزَمَن اِقتِراحا

فَكَم داوَيت مِن مُهج سقاما

وَكَم واسيت مِن كَبد جِراحا

وَكَم قَيّدت مِن كَرَم ثَناءً

وَكَم أَطلَقت مِن كرب سَراحا

فَإِن أمدح عُلاك فَلي لِسان

بِهِ نَفثت فَصاحتهُ فَصاحا

وَإِن قَلّدت عزّ سِواك مَدحا

وَجدت هُناكَ أَقلامي شحاحا

فَهاكَ فَريدةً عَذراءَ خوداً

تَفوق بِحُسنِها الخودَ الرِداحا

أَتَت مِن جَوهريّ الشعر نَظماً

فَأهدتك الثَنا دُرراً صِحاحا

فَأَمهرها القبول فَلَيسَ حَلّاً

زَفاف البكر إِن أُخِذَت سفاحا

وَفُز أَنّى ضَرَبت سِهام فَوزٍ

فَقَد أَعلى الزَمان لَكَ القِداحا

وَدُم وَاِسلم وَسد شَرَفاً وَمَجداً

وَإِقبالاً وَنَل أَبدا نَجاحا

فَلا بَرحت شُموسك مشرقات

عَلى الدُنيا وَلا أَفلت براحا