ذكر المعاهد والوقوف على الصفا

ذكر المَعاهد وَالوُقوف عَلى الصفا

أَخذ العُهود مِن القُلوب عَلى الصَفا

لِلّه أَيّام المحصّب وَالنَقى

وَزَمان وَصل بِالأَحبّة قَد صَفا

حَيّا الحَيا تِلكَ الطُلول فَطالَما

أَحيَت نسائمها عليلاً مدنفا

كَم بَين بانات اللوى مِن مربع

أَبَداً يَحنّ لَهُ الفُؤاد تَلهّفا

وَهَواي في ظلِّ الأَراكة لَم يَزَل

غَزَلاً يُغازل أَو غَزالاً أَوطَفا

وَلَقَد أَقول لَهُ وَقَد حجب الدُجا

عَين الرَقيب تَذلّلا وَتَلطّفا

يا نازِلاً خيفَ المحصّب مِن مِنىً

إِنّي أَمنت عَلَيك أَن أَتَخَوَّفا

أَخفيت سرّك عَن وشاتي في الحَشا

فَوَشى بِهِ دَمعي وَقَد بَرح الخَفا

يا غُصن ما لك لا تَميل مَع الهَوى

وَقوام قَدّك لا يَزال مهفهفا

يا ليّن الأَعطاف قَد غَلَب الجَوى

جَلد المُحبّ فَجد عَلَيهِ تَعطّفا

وَاِشفِ العَليل تَلافياً بِتعِلَّةٍ

إِنّ العَليل مِن التلاف عَلى شَفا

يا بَدر حُسنٍ بِالكَمال قَد اِنجَلى

اِرحَم كَئيباً بِالمحاقِ قَد اِختفى

إِن رُمت يا ريم الصَريم تصارما

فاِذكر عُهوداً بَينَنا لَن تخلفا

أَو كُنتُ قَد أَذنَبت فَاِعف تَكرُّماً

عَمّا جَنيت فَإِنّ صَبري قَد عَفا

هَبني الأَمان فَرمح قَدّك لَم يَزَل

ماضي السنان وَسَيف لَحظك مُرهفا

وَاِرحَم أَسيراً في اليَمين وَقَلبه

طَوع اليَسار إِذا أَرَدت تَصَرّفا

وَاِسمَح لِعَبدك إِن أَرَدَت بِنَظرَةٍ

إِن شئت يا مَولاي أَن أَتشَرَّفا

قَسماً بِخالك وَالمُقبَّلِ وَاللمى

وَوَثيق عَهدك وَالمَودَّة وَالوَفا

ما مال قَلبي عَن هَواك مصافياً

أَحَداً سِواك سِوى سميِّ المُصطَفى

المُفرد العلم الَّذي في أَرضنا

ما كانَ مَجهولاً لِكَي يتعرَّفا

شَهم عَلى ما فيهِ مِن شَرَف حَوى

طَبعاً أَرَقّ مِن النَسيم وَألطفا

يَزهو بِهِ رَوض المَسَرّة بهجَةً

فَيَنال مِنهُ ظَرائِفاً وَتَظرُّفا

وَلَهُ المَجالس وَالمَجالس لَم يَزَل

كُلٌّ يَميل تَشوّقاً وَتَشوُّفا

حَتّى لَقَد مَنَّ الإله بِهِ عَلى

هَذي الدِيار تَكرّما وَتَعطّفا

فَبَدا كَبَدر التمّ في غَسَق الدُجا

بَين الكَواكب مُشرِقا مُستَشرِفا

أَهلاً بِمَن رَقصت مَنازلنا بِهِ

طَرَباً كَمَن رَشف المدامة قرقفا

وَرَحبت مَنزلة فَكَم مِن أَعيُن

قَرَّت وَشَمل بِالسُرور تَأَلّفا

يا مَن إِذا ما رُمت وَصف صِفاته

عَجِزَ اللِسان بِهِ فَلم يَك منصفا

عيداً سَعيداً كانَ عودك لِلحمى

منَّ الإِلَه بِهِ وجادَ وأسعفا

وَلَقَد بَلَغتَ مِن العِناية غاية

ما نالَها ذُو مطمع إِلّا اِكتَفى

أَحرَمت تَسعى بِالتَعفُّف وَالتُقى

لا زِلت مُكتَسِياً تُقىً وَتَعفُّفا

وَبَذَلت كُلّ الجهد في طَلَب الرضى

مِن ذي العَطاءِ فمن يعدّكَ مُسرِفا

أَعطاك حجّاً مَع زِيارة أَحمَد

خَير الأَنام فَنِلت مِنهُ تَشرّفا

فاِسلم وَدُم وَاِهنَأ بِحجّك لابِساً

حلل الكَمال مكرّماً وَمشرّفا

وَلَنا التَهاني وَالمَسَرّة وَالهَنا

بلقا الأَحبّة فَالزَمان لَنا وَفى