سقى جلق الغرا من المزن واكف

سَقى جلَّقَ الغرّا مِن المُزن واكف

يروّى بِهِ مِن وارق الدَوح وارفُ

دِيار حَماها اللَه مِن خالس الرَدى

وَحَيّا حِماها بارق لاحَ خاطفُ

وَلا زالت الأَدواح مخضلّةً بِها

وَلا عَبثت يَوماً بِهنّ العَواصفُ

وَلا بَرحت تسقي طلا الطلّ وَالحَيا

وَثَغر رباها مِن لَمى القَطر راشفُ

فَمنها همام لِلفضائل جامعٌ

عَوارفه طابَت بِهنَّ المَعارفُ

وَشَهم حَليم حلَّ في حرم النُهى

تَقيّ عَلى المَعروف وَالبرّ عاكفُ

لَهُ في العُلى مجد رَفيع وَسُؤدد

يَضيق بِهِ نَعت وَيَعجز واصفُ

فَلّله ذاكَ المَجد وَالعزّ إِنَّهُ

تَليد غَدا بَينَ الأَنام وَطارفُ

طَرابلس فيهِ اِزدَهَت وَتَباشَرَت

إِلى أَن أَتى بَيروت بِالبشر هاتفُ

وَشرَّف حَتّى أَصبَحَت كَعبة الهَنا

مَعالمها مُذ طافَ بِالإنس طائفُ

تَعطّف لُطفاً بِالمَزار وَطالَما

تَحلّت حلى الأَلطاف مِنهُ لَطائفُ

وَلَمّا ثَنى عطفَ التَعطّف نَحوَنا

رَأَينا اِمتنانا مِنهُ تَبدو العَواطفُ

فَلا بَرح الإِقبال في باب عزّه

لَهُ بِالتَرقّي مِن علاه وَظائفُ

وَلا زالَ في برج السَعادة حَظّه

مُقيماً كَذاكَ السَعد في الباب واقفُ