ألا يا هلالا لاح أبهى من البدر

ألا يا هِلالاً لاحَ أبهى من البدرِ

ولكنْ أتاهُ الخَسفُ في غُرَّةِ الشَّهرِ

بَقِيْتَ لنا خَمساً وعشْراً فعندنا

من النَّوحِ كم خمسٍ عليكَ وكم عَشْرِ

جَرَحتَ قلوباً قد طَلَبنا لجُرحِها

دواءً فقالت لا دواءَ سوى الصَّبرِ

ومَن عاش في الدُّنيا الخَوُونِ تقلَّبتْ

عليه فلا يُعطَى الأمانَ من الغدرِ

قَضَى اللهُ بالهِجرانِ في أثَرِ اللِّقا

فيا حبَّذا لو كنتَ قبلاً على الهَجرِ

إذا كانَ ما نِلنا من الخيرِ زائلاً

فأفضَلُ منهُ ما يزولُ من الشَّرِّ

أطَعْنا وسلَّمنا إلى الله أمرَنا

على كُلِّ حالٍ أنَّهُ مالكُ الأمرِ

قد اختارَ مَن يَهوَى فأسرعَ جذبَهُ

إليهِ نقيّاً غيرَ منتقضِ الطُهرِ

فلبَّاه صافي العيشِ لم تدْنُ غُصَّةٌ

إليهِ ولم يُردَدْ إلى أرذَلِ العُمرِ

أيا قبرَ إبراهيمَ قد صرتَ مهدَهُ

وصاحبَهُ الباقي إلى آخرِ الدَّهرِ

ويا قبرَ إبراهيمَ أكرِمْ منعَّماً

عزيزاً على أُمٍّ مُخدَّشةِ الصَّدرِ

ويا وجهَ إبراهيمَ غيَّرَكَ البِلَى

كما غيَّرَتْنا لوعةُ الحُزنِ لو تدري

أتى مَن يُهنِّي أمسِ واليومَ جاءَ من

يُعزي فكادَ الحُلُو يُمزَجُ بالمُرِّ

وذاكَ وهذا حُكمُ مَن جازَ حُكمُهُ

فَمَن حازَ تسليماً لهُ فازَ بالأجرِ