فقال أخيل يشزره غضوبا

فقالَ أَخِيلُ يَشزِرُهُ غضُوباً

أَيا طَمِعاً تَدَثَّرَ بالشَّنارِ

وهَل في القَومِ بعدُ فَتًى خِداعاً

تَغُرُّ هُنا فَيَبدُرَ في بدارِ

عَلِمتَ بأَنَّني لم آتِ بُغضاً

بأَقوامِ الطَّرَاوِدةِ الكِبارِ

فَقَطُّ عَليَّ لم يَبغُوا بسُوءٍ

وما سَلَبوا خيولي او ثِياري

وما نَهَبُوا بِأُمِّ البُهمِ فثيا

وذاتِ الخَصبِ زَرعي في دِياري

ففيما بَينَنا لُجَجٌ عِماقٌ

وغاباتٌ على الشُّمّ القِفارِ

وإليوناً أمَمناها التماساً

لِما يُرضِيكَ نَأخُذُهَا بِثارِ

ونَدفَعُ عن مَنِيلا شَرَّ بُؤسٍ

وعَنكَ وقد جُزِيتُ بالاِحتقارِ

ورُمتَ سَبِيَّةً ما نِلتُ إِلاَّ

بِبَطشي إثرَ إِعلاءِ الغُبارِ

حَبَانِيها الأَخاءُ وأنتَ منهُم

أَيا كَلباً يَصُولُ بِطَرفِ عارِ

فإِن نَمرَح بطُروادٍ زَماناً

وَعِثنا بالمَدَائن بالبَوَارِ

وأمسَينا نُقَسِمُ ما سَلبَنا

فَلِي نضزرٌ وتَحظى بالخِيَارِ

فحَظُّكَ قد تَراخى عَنهُ حَظِّي

وباعي حُمِّلت ثِقلَ الطَّوَاري

وأرضى قِسمَتي وأَسيرُ فيها

لِفلكي مُفعماً شَرَرَ الأُوارِ

سأُقلِعُ راجعاً ولَدَيَّ خيرٌ

أُعاوِدُ مَوطنِي وأَحُلُّ دراي

وأَشهَدُ لستَ تَلقى بَعدَ خَذلي

كُنُوزَ المالِ في جُرُفِ البِحارِ