يا من تفرد في مجد وفي عظم

يا مَن تَفَرَّدَ في مَجدٍ وفي عِظَمٍ

ياراكِمَ الغَيمِ يا مَن في الرَّقيعِ عَلا

لا تُحجَبِ الشَّمسُ والظَّلماءُ تَعقُبُها

حتى بِفريامَ نصراً نبلُغُ الأَمَلا

اَدُكُّ شائِقَ قَصرٍ شادَهُ وأَرى ال

لَّهيبَ يَلتَهِمُ الأَبوَابَ مُحتَملا

ودِرعَ ذِي البَطشِ هَكطورٍ أُمَزِّقُها

بِصَدرهِ ونُذِيقُ القَومَ شَرَّ بَلا

وَحولَهُ فِتيةٌ تَنقَضُّ ساقطةً

فَتكدُمُ التُّربَ من أصحابهِ النُّبَلا

لكنَّما ابنُ قُرُونٍ لم يَصِل أَملاً

آوى الضَّحِيَّةَ لَكن أَثقلَ العَمَلا

بَل زادَ مِحنتَهُم وَيلاً وما عَرَفوا

دَعَوا وذَرُّوا الشَّعِيرَ الرَّافِعَ القُبَلا

والذَّابِحُ الذِّبحَ أَعلى رَأسَهُ وكَذا

مِن بَعدِ تَجرِيدِهِ أَفخاذَهُ عَزَلا

بالشَّحمِ غَشَّى حَواشِيها وأَتبَعَهَا ال

أَحتساءَ دامِيةً من فَوقِها وَشَلا

وأَضرَمُوا النَّارَ خُشباناً مُقَطَّعةً

سَعِيرُها بِسَفافِيدِ الحَشَا اشَتَعَلا

حتَّى إِذا ذَابَتِ الأَفخاذُ واجتعَلُوا

باقي الحَشا اقتسَمُوا اللَّحمَ الذي فَضَلا

ثُمَّ اشتَوَوهُ وهَبُّوا للطَّعام ولم

يَكُن بِهِم قطُّ شاكٍ لم يَنَل جُعَلا

لما اكتَفَوا قام نَسطُورُ الوَقُورُ على ال

أَقدَام مُنتَصِباً بالقَولِ مُرتَجِلا

أَترِيذُ مَولى المَوَالي فَلنَهُبَّ إِلى

فِعلٍ يُخَوِّلُنا الرَّبُّ الذِي فَعَلا

لِتَهِتفَنَّ دُعَاةُ الحَربِ جامِعةً

لدَى السفَّائنِ أَبطالَ الوَغَى عَجَلا

ولنجَرِيَنَّ جَمِيعاً نَحوَ فَيلَقِهم

نَهِيجُ فِتنَةَ رَبِّ الحَربِ والجَذَلا