فوعى ذيوميذ الملامة صامتا

فوَعى ذِيُومِيذُ المَلامَةَ صَامِتاً

رَعياً لِحُرمَةِ سَيِّدِ الرُّؤَساءِ

لَكِنَّما إِستِينِلٌ لم يَرعَها

وأَجابَ مُبتَدِراً بِلا استِحياءِ

هَلاَّ صَدَقتَ بِما نَطَقتَ وإِنَّنا

قَومٌ أَشَدُّ قُوىً مِنَ الآباءِ

ولَقَد وَثقنا بالمَقاماتِ العُلى

ومَنالُ زَفسٍ صادِقُ الأَنبَاءِ

آباؤُنا هَلَكُوا بِسُوءِ سِرِيرَةٍ

اَقصِر فَما الآباءُ كالأبناء

حَنِقاً ذِيُومِيذٌ أَتاهُ مُعَنِّفًا

إِجلس حَلِيفَ الصَّمتِ والإِصغاء

ما كُنتُ ذا جَهلٍ لأَحنَقَ إِن مَضى

أَترِيذُ يُنهِضُ هِمَّةَ العُمَداءِ

إن نَالَنا النَّصرُ العَظِيمُ فَمَجدُهُ

هُوَ فائِقُ الأَوصافِ والأسماءِ

وإِذا ذَلَلنا بانكِسارِ جُنُودِنا

فَعَلَيهِ أَعظَمُ لَزبةٍ دَهماءِ

فَلنَعتَصمِ بالبَأسِ وَلنُقدِم إِذا

مُجَنَّبينَ غَوَايَةَ الأَهواءِ

ثُمَّ انبَرَى مِن فَوقِ مَركَبَةٍ لَهُ

لِلأَرضِ بالإِقدامِ والغُلَواءِ

فَعَلا لِصَلصَلَةِ السِّلاحِ بِصَدرِهِ

صَوتٌ يُهَيِّجُ حَوبَةَ الحَوباءِ