أدع القضاء فقد دعوت قريبا

أُدعُ القضاءَ فَقَد دَعوتَ قَريبا

وَمُرِ الزَّمان فقد أمرتَ مُجيبا

وَالحكمُ حكمك فاقترح تَجِدِ المُنى

مُتَسابِقاتٍ تلتقيك ضُروبا

ان كانَ يظفر بالأَماني طالِباً

احدٌ فانتَ تَنالها مطلوبا

حَسبُ الموفَّق ان ينال رضاك في

شيءٍ وان يَلقى لديك نَصيبا

واجلُّ من لحظَتهُ عَينُ عنايةٍ

مَن انَ عبدَك في الوَرى محسوبا

انتَ الخَليفةُ للالهِ وظِلُّهُ

وَعَلى عباد اللَه قمتَ رَقيبا

تَرعى الوَرى بالعدل والانصاف في

مُلك بِه أَلِف الخَروفُ الذيبا

مُلكٌ يَدُ الرحمن عاضدةٌ لَهُ

ابداً تقيهِ نوازلاً وخطوبا

جَرتِ السَعادةُ فيهِ بين شُعوبِهِ

كالمآءِ في روض الجِنان خصيبا

فترشَّفت كأسَ الصَفاءِ هنيئة

وتوشَّحت بُردَ الهناء قشيبا

فاذا شدت فيهِ الطيورُ جواذِلاً

مَثَّلنَ لُسنا للملا وقلوبا

واذا تأَلَّق بارِقٌ شِمنا بِهِ

ثَغراً تبسَّم في السماءِ شنيبا

انتَ المَلاذ لَهُ بكل ملَّمةٍ

فاذا شكا الأَسقامَ كنتَ طَبيبا

واذا دجا لَيلُ الكروب انرتَهُ

بزناد فكرٍ منك فاق ثُقوبا

وَسديدِ رأَي مُحكَمٍ يَجلو لَنا

صدراً فسيحاً في الامور رَحيبا

عَبد الحميد المالك الحمد الَّذي

ارضى العُلى والربَّ والمَربوبا

نَسلُ السَلاطين العِظامِ وَحبَّذا

نَسبٌ يَكون لَهُ الزَمانُ نَقيبا

نَسبٌ يُلاقي مِثلهُ حَسباً فَلَو

لم تحوهِ استغنيتَ عنهُ حسيبا

الفاتحين لكل صعبٍ مُغلَق

وَالفارجين نوائباً وكروبا

بك عاد مجدهُمُ الأَنيقُ معزَّزاً

وازداد ذكرهم المعطَّرُ طيبا

يا أَيُّها المَلِك العَظيم المُرتَجى

يا غيثَ فضلٍ في الندى مسكوبا

شَمِلَت عنايتُك الجَميعَ بلطفها

وأَنَلتَني من فَيضها شوبوبا

اغرقتَني في بحر فضلك فاِجتَنَت

من لُجِّهِ دُرّا يايَ رطيبا

وَمنحتَني شَرفَ التفاتك باهراً

فرفَلتُ منك ببُردهِ مسحوبا

انا عبدُ شوكتك المُطيعُ وإِنَّ لي

فَخراً بذلك منك لي موهوبا

عَبدٌ لسُدَّتك الفخيمة صادقٌ

يتلو ثناً لك في الملا مندوبا

وَالمَدحُ لَيسَ يَفي عُلاك وَلَو مَلا

صُحُفَ الرَقيع بزُهرِهِ مكتوبا

لا زلتَ في آفاق مُلكك طالِعاً

بدراً ولا أَزمَعتَ عنهُ مَغيبا