يا مدمعي اكفياني نار أحزاني

يا مَدمَعَيَّ اِكفِياني نارَ أَحزاني

إِنّي عَهِدتُكُما مِن خَيرِ أَعواني

نارٌ تَأَجُج في قَلبي فَهَل لَكُما

أَن تُطفِئاها بِتَسكابٍ وَتَهتانِ

إِن لَم يَكُنِ اليَومِ لي رَنّاتٌ ثاكِلَةٌ

فَأَيُّ يَومٍ لَهُ وَجدي وَتَحناني

أَقضي اللَيالي لا أَحظى بِطَيفٍ كَرى

مُوَزَّعاً بَينَ حَيرانٍ وَحَرّانِ

ما لي بِغَيرُ كُؤوسِ الدَمعِ مُغتَبِقٌ

وَلَيسَ غَيرَ نُجومِ اللَيلِ نَدماني

تَأبى المُروءَةُ قَلباً غَيرَ مُتَّقِدٍ

عَلى حَبيبٍ وَطَرفاً غَيرَ رَيّانِ

لا بَوَّأَتني المَعالي مَتنَ صَهوَتِها

إشن كانَ لَم يُصمِ قَلبي فَقَد خَلاني

وَلَيسَ كُلُّ أَخٍ تَأتي مُنيَتُهُ

عَلى رُؤوسِ ذَويهِ دَكَّ بُنيانِ

أَنّا فَقَدناكَ يا عَبدَ السَلامِ لَدنَ

كُنتَ المُرَجى لِأَوطارٍ وَأَوطانِ

وَكُنتَ رُكناً لَها إِنَّ أُمَّةً لَجَأَت

مِنَ الوَرى لِأَساطينِ وَأَركانِ

الباهِرُ الخَصلُ يَعيى مَن يُسابِقُهُ

وَالقاتِلُ الفَصلُ عَن عِلمٍ وَبُرهانِ

يَرمي بِكُلِّ مُراشٍ مَن كَنائِنِهِ

عَن كُلِّ قَوسٍ مِنَ التَفكيرِ مُرنانِ

كانَت مَحامِدُهُ شَتّى نُقولٌ لَها

سُبحانَ ناظِمِها في سَلكِ إِنسانِ

مُهَذَّبُ الخَلقِ في صَوفٍ وَفي كَدَرِ

وَناصِحُ الوُدِّ في سِرٍّ وَإِعلانِ