هيجت سليمى من المتيم بلبال

هَيَّجت سُليمى مِنَ المُتيّم بِلبالْ

مِن حَيث تَبدّيتِ لِلمتيّم بِالبِالْ

أَبعَدتِ مُحِبَّاً عَلى الغَرامِ شَجيّاً

وَالحبُّ مَعَ الوصلِ لِلمُتيّم قَتّال

بَسمَلتُ عَلى العِشقِ إِذ هَويتُكِ صبّاً

وَالعِشقُ لَدى الصبِّ في المَحبَّةِ ذو بال

يا بنتَ مَهاةِ الفلاةِ صِدْتِ كئيباً

في أدعج عينٍ لسحر صبِّك غزّال

في وَجهِكِ بَدرٌ وَفي الجَبينِ هِلال

يا شَمسَ جَمالٍ لَها المَحاسِنُ سِربال

في خَدِّك وردٌ وَفي السّوالِفِ آس

في الثَّغرِ أَقاح سَقاهُ أَعذَب جِريال

وَالوَجنَةُ رَوضٌ لَها المَحاسِنُ ماء

في وَردِ حَياءٍ بَدا يَسيرُ وَقَد سال

وَاللَّحظُ حُسامٌ وَفي الجُفونِ سِهامْ

وَالقامَةُ رُمحٌ لَقَد تَمايَل عَسّال

في ثَغرِكِ درٌّ وَفي الشّفاهِ عَقيق

وَالرّيق سُلافٌ حَلّت وَأَعذَب سلسال

وَالجيْدُ عَمودٌ مِنَ النُّضارِ مُضيء

وَالقدُّ قَضيبٌ إِنِ اِستَقامَ وَإِن مال

رِقّي لِمُعنّىً مِنَ الصّبابَةِ مُضنى

بِالبُعدِ وَلا تَسمَعي مَقالَةَ عُذّال

ما أَحسَن لَيلاً وَصلتِ صبَّكِ فيهِ

قَد كانَ قَصيراً وَلَيتَه بكِ قد طال

قَد ضاءَ بِوَصلٍ كَما أَضاءَ زَماني

في أَبرَعِ مَولَى مِنَ الأَفاضِلِ مِفضال

في السّيِّدِ ذي الجاهِ وَالكمالِ بِعِزٍّ

في الشَّهمِ أَخي المَجدِ في مَهابَةِ إِجلال

في بَحرِ عُلومٍ يَموجُ وَهوَ وَسيعٌ

في غَيثِ سَخاءٍ عَلى البَشاشَةِ هَطّال

في أهيَبِ ليثٍ وفي أجلِّ مهيبٍ

مَن مِنهُ تَوَلَّت مِنَ المَهابَةِ أَبطالْ

في مُفرَدِ دَهرٍ وَفي يَتيمَةِ دَرّ

في جَوهَرِ فَخرٍ مِنَ النّفيس هوَ الغال

في كَعبَةِ فَهمٍ بِها تطوفُ فُهومٌ

في قبلَةِ قَصدٍ لَها تُوَجَّه آمال

في شَمسِ جَمالٍ وَفي حفيدِ كَمالٍ

في بَدرِ مَعالٍ لَقَد أَضاءَ وَما زال

في الأَحسَنِ خلقاً وَفي الكَريمِ طِباعا

في الأَشرَفِ جَدّاً وفي المُكرَّمِ أَخوال

يا نَدبُ خَدينُ الوَفاءِ وَصِدق

يا كَرْم أَخا البذل وَالعَطاء بِأَفضال

يا شَهمُ أَبا الفوز يا سَليلُ كِرامٍ

يا شِبلَ مَعالٍ لَهُ الفَراقِدُ أَغيال

يا جَوهَرَ وَقتٍ وَلا شَبيهَ ونَدّا

قَد أَفرَد فيهِ عَنِ النّظيرِ وَأَمثال

إِنّي مهدٍ لَكَ مِنَ المَديحِ قَصيدا

بِالأَعذَبِ نَظماً مِنَ القَريضِ وَبِالحال

فَاُنظُرهُ بِعَينٍ مِنَ الرِّضا وقَبولٍ

وَاِمْتَنَّ عَلَيهِ بِخلعَةِ إِقبال

وَاِسلَمْ بِأَمانٍ مِنَ الكَريمِ وَحِفظٍ

ما ناحَ حَمامُ الرُّبى فَهيّجَ بلبال

ما الفَتحُ عُبَيدُ اللَّطيفِ حاكَ مَديحاً

في أَحسَنِ نَظمٍ حَلا وَأَحسنِ مِنوال