ما لاح بريق من العذيب على البان

ما لاحَ بَريقٌ مِنَ العُذَيبِ عَلى البانْ

إِلّا وَسَناكُم لَقد أَضاءَ وَقَد بانْ

ما سارَ نَسيمٌ وَمَرَّ نَحوَ حِماكم

إِلّا وَشَذاكُم بِهِ تَعطَّر أَكوان

يا كَعبَةَ فَضلٍ لِحَجّ كُلِّ إِمامٍ

يا قِبلَةَ عِلمٍ لَها توجّه عِرفان

ما زالَ بِفِكري يَجولُ ذِكرُك فَرداً

إِذ كانَ بِفِكري لِذِكرِ غَيرِك نِسْيان

ما زالَ لِساني بِحُسنِ حَمدكَ رَطباً

إِذ كانَ جناني بِحُسنِ شُكرِكَ وَلهان

يا عَينَ كِرامٍ بَدَت وَلَيسَ يرى في

أَعيانِ كِرامِ الزّمانِ مِثلَكَ إِنسان

يا بَحرَ سَخاءٍ عَليَّ جادَ بِدُرٍّ

وَالبحرُ جوّادٌ بِلُؤلُؤٍ وَبِمرجان

كَم جُدتَ عَلَينا مِنَ الآلِ بدرٍّ

مِن لَفظِكَ أَزرى مِنَ العُقودِ بعِقبان

قَد عَظَّم فخري وفيه رِفعةُ قدري

إذ زيّن نحري فلَيتَني لِيَ نَحران

مُذ غِبتَ عَنِ الطرفِ ما اِعتَراهُ هُجوع

مِن حين تَناءَيت طرفُ عبدِكَ سَهران

إِنّي لَمشوقٌ إِلى لِقائِكَ دَوما

مَعَ كَونِكمْ في الحَشا وَقَلبِيَ سُكّان

ما راحَةُ صَبٍّ وَشَوقُه كَثير

مَن يَحمِلُ طَوداً وَمِنهُ لَم يَكُن تَعبان

ما كانَ كَهَمِّ البعادِ عِندِيَ هَمٌّ

لَولاهُ لَما كانَ ذو المَحبَّةِ حَيران

يا لَيتَ بعادي تُذيبُه يدُ قربٍ

كَي تُذهِبَ عَنّي مِنَ التّفرّقُ أَحزان

كَي يُشرِقَ نوراً عَلى جَوانِبِ جِسمي

مِن وَجهِكَ بَدرٌ مِن البَشاشَةِ ريّان

جودوا بِلِقاكُم وَزَوْرَةٍ لِفَتاكم

وَاِحْبوهُ رِضاكُم وَتَوِّجوه بِإِحسان

يا بَدرَ مَعالٍ ويا حميدَ فعالٍ

يا شمسَ كمالٍ بها المحاسنُ تزدان

أَنعَمتَ علَينا أَبا النّدى بِقَصيدٍ

فاقَت وَتَسامَت عَلى بَلاغَةِ سَحبان

مِن سِلسِلَةٍ خِلتها عُقودَ لَآلٍ

في أَحسَنِ نَظمٍ على حلاوة تِبيان

شَرّفتَ بِها رأسَ مَن غَدا لكَ قِنّاً

ما أَفخَر تاجاً على التشرّفِ عُنوان

أَخدمت لها قينةً وليدةَ فكرٍ

هيفاءَ تحاكي على التمايُل أغصان

ترجوك قَبولاً فلا تردّ رَجاها

هَل منكَ محيا الرّجاءِ يَرجِعُ خَجلان

وَاِسلَمْ وَدُمِ الدّهرَ في حَلاوَةِ عَيشٍ

ما أَطرَبَ طَيرٌ على الغُصونِ بِأَلحان

ما الفتحُ لكم رافعٌ لواءَ ثناءٍ

ما لاح بريقٌ من العذيب على البان