الثغر أقاح به السلافة والراح

الثّغرُ أَقاحٌ بِهِ السُّلافَةُ وَالراحْ

وَالخدُّ كَرَوضٍ بِهِ الورودُ وَتُفّاحْ

وَالوَجنَةُ شَمسٌ بَدَت تُضيء نَهاراً

وَالوَجهُ كَبَدرٍ عَلى المَحاسِنِ قد لاح

وَالطّرَّةُ تَعلو على الجَبينِ فَتَسبي

ما أَحسَن لَيلاً بِه تزاهر مِصباح

وَاللّحظُ حسامٌ أَراهُ يَلمَعُ سحراً

كَم سلَّ عُقولاً وَكَم تَناهَب أَرواح

وَالخالُ كَمِسكٍ يحلُّ وَردَةَ خدٍّ

ما أَعطَرَ وَرداً بِعرف مِسكِكَ تفّاح

وَالجيدُ عَمودٌ مِنَ الضّياءِ مُنيرٌ

سُبحانَ بَديعِ السّماءِ فالقِ الإِصباح

وَالقدُّ كَرُمحٍ يَميسُ خُوطةَ بانٍ

كَم أَخجَلَ غُصناً تُميله يدُ أَرواح

وَالعِشقُ كَسَعيرٍ تَحلّ مُهجَةَ صَبٍّ

إِن قسْتَ عَليها تَرى جَهنَّمَ ضَحضاح

يا روحَ قُلوبٍ وَيا حَياةَ نُفوسٍ

أَهلَكت مُعنّىً مِنَ التّباعد قَد ساح

وَالمَاءُ حَياةٌ وَكَم أَماتَ أُناساً

مَن لَيسَ بِسبّاحِهِ وَمَن هو سبّاح

أَسررتُ غَرامي ولا أبوحُ بِعشقي

لَكِن نُحولي أَذاعَهُ وَبِهِ باح

أَغدو بِهَيامي إِلى الغَرامِ وَأُمسي

ما أَصدق صبّاً غَدا لِحبّك أَو راح

في اللّيلِ سُهادٌ وَفي النَّهارِ هُيام

ذا حالٌ كئيبٌ لَوِ اِستَراحَ اِرتاح

ما بالُ عَذولي يَلومُ وَهوَ خَليٌّ

لا عاشَ عَذولٌ يَلومُ فيك وَلا لاح

لا تُصغِ لِعَذلٍ وَلا تُطِعْ لِعَذولٍ

فَالعَذْل مُضرٌّ وَمَن يَلوم كذرّاح

وَالوَصلُ حَميدٌ وَمَن وَصَلت سَعيدٌ

وَالقُرب حياةٌ لذي الغَرامِ وَإِصلاح

وَالهَجرُ مُبيدٌ وَمَن هَجَرت صَريعٌ

وَالبُعدُ عذابٌ بِهِ الهُمومُ وَأَتراح

يا بَدرَ جمالٍ جَعلتني كَخلالٍ

الغم بِوصالٍ لِمَن بِهَجرك قَد طاح

يا خُوطةَ بانٍ وَلَم يَُن لك ثانٍ

بَل كَم لَك ثانٍ مِنَ النّسيمِ وَأَرياح

أَفديك بِروحي وَطارِفي وتِلادي

لَو شَحَّ مُحِبٌّ بِروحِهِ لَكَ سمّاح

وَاِسلَم وَعِشِ الدّهرَ في أَجلِّ جمالٍ

في جَوهَر حسنٍ وَفي مَلابِس أَفراح

ما ناحَ حَمامُ على مَنابِرِ دَوْحٍ

ما البُلبلُ صُبحاً رقَى الغصونَ وَقَد صاح

ما هَبَّ نَسيمٌ وَما يُعربِد سُكراً

في الحبِّ نَديمٌ على السُّلافَةِ وَالراح