يا أيها الأستاذ للأساتذه

يا أَيّها الأُستاذُ لِلأَساتِذه

شَيخ الشّيوخِ كامِلُ الجَهابذه

العارِفُ العَلّامَةُ النّحريرُ

الأَلمَعِيُّ الجَهبَذُ الشّهيرُ

اللَوذَعِيُّ الناقِدُ البَصيرُ

بَحرُ العُلومِ الحافِظُ الخبيرُ

الحَبرُ بَيضاوي الزّمانِ الأَوحَدُ

مَنْ فَضلُه التّفسير لَيس يجحدُ

أَنتَ بُخاري الزّمانِ الحافظِ

مِنهُ حَلا التّحديثُ وَالمَلافظُ

وَمَن لَهُ بِالفَضلِ أَضحى مُسلمُ

يَشهَدُ أَنَّه هُوَ المُقدّمُ

الحاذِقُ الفَقيهُ وَهوَ مالِك

في ذا الزّمانِ فيهِ يهدي السالكُ

وَسيبَويه الوَقت وَالخليل

مَنْ قَلَّ ذا الآنَ لَهُ المَثيلُ

سَعدُ البَيانِ السيّد الشّريف

وَهوَ الّذي بِحُسنِهِ مُوصوفُ

مَن جَمَعَ المَعقولَ والمَنقولا

وَحَفِظَ النّصوصَ وَالنُّقولا

فَما لَهُ في البحثِ مِن مُعارض

وَما لَهُ مِن مانِعٍ وَناقض

بَل يَلزمُ الأَخصامَ بِالبُرهانِ

وَما لَهُم عَلَيه مِن سلطانِ

أَهدَيتَني فَريدة أُرجوزَه

بَديعَة رَشيقة وَجيزه

تزري بِلُطفِ الزّهرِ في الأَكمام

وَتُخجِل البَدرَ لَدى التّمام

وَلَيسَ يَحكيها عُقود الجَوهرِ

في حُسنِها وَنَظمِها المُحدّرِ

حَميدةٌ وَتِلكَ مِن مُحمَّد

وَلا يَجوزُ أَنّها لَم تحمدِ

لا فُضَّ فوكَ بَل وَلا عاشَ زَمنْ

مَنْ لَكَ يَجفو يا أَخا الخلقِ الحَسَن

قَد أَعرَبت عن باعِثٍ لِنَظمِها

وَجَمعِكُم أَبياتَها وَضَمِّها

وَهوَ سَماعُ سيّدي الإِمامِ

الأَمجَدِ السميدَعِ الهمامِ

ما هُوَ واقِعٌ مِنَ المُنافره

بَيني وَبَينَ ذي المَزايا الفاخِره

نائِب بَيروت أَخي الذكاءِ

وَخدن حِفظ الودِّ وَالوفاءِ

فَذا صَحيح يا شَريفَ النّسبِ

لَكِنْ فَما أَدري لَهُ مِن سَبَبِ

لا عِلمَ لي بِموجب تُفتِّره

وَغَيظهُ وَما اِقتَضى تُكَدِّره

وَرُبّما أَنّي لَديهِ مُذنِبُ

وَلي الذُّنوب دَيدنٌ وَمَذهَبُ

وَما أُبرِّي نَفسِيَ الأمّاره

بِالسّوءِ بِالتّصريحِ وَالإِشاره

لَو لَم أَكُن بِمُذنِب لَما اِنطَلَق

لِسانُهُ بِواقعٍ أَو مختلق

سَلّط من سلّط بِاِستِطاله

عَليّ مِمَّن لا يَعي المَقاله

بَل لَم يَكُن بِموجب في النّاس

لي نَفرة قَد سلّطت وَسواسي

وَإِنّه شَيخي وَأُستاذي الّذي

قَد كانَ مِن جَهالَتي بمنقذِ

كَيفَ أُعاديهِ وَأُرضي غَضبَهْ

وَأَتركُ الّذي عَلَيَّ أَوجَبَه

إِرشادُهُ وَفَضلُهُ المَشهورُ

وَهوَ بِهِ المَحمودُ والمشكورُ

وَفَتحه بَيتي وَكان مُغلقاً

وَرَفعهُ شَأني وفيهِ صَدقا

وَمَن يُعادي شَيخَهُ لَئيمُ

وَاِبن لَئيمٍ في الوَرى ملومُ

وَإِنّني لَمُرتَجٍ لِعَفوهِ

وَصَفحِهِ عَن هَفوَتي وَصَفوه

فَهوَ بِذا الجدير والحريُّ

وَغَيَر ذا لا يرتضي السريُّ

ثمّ الرّجا مِنكَ أَخا العرفان

أَن لا تَرى لِعَثرةِ اللّسانِ

إِنّي اِمرُؤٌ رِداؤُهُ المعايبُ

وَسِترُها لَدَيك أَمرٌ واجِبُ

وَلَستُ مَن أَمرَكَ قَد يُخالِفُ

بَل عِندَه أَنا اِمتِثالاً واقفُ

وَدُم مِنَ الحَفيظِ في ضَمانِهِ

وَحِفظِهِ الدّهر وَفي أَمانِهِ

ما هَوى نَجمٌ وَما قَد طَلَعا

وَما بَدا بَرقٌ وَما قَد لَمَعا

ما الفَتحُ يَرجو داعِياً دَواماً

أَن يُحسنَ اللَّه لَنا الخِتاما