حمائم البشر بالتبشير قد صدحت

حَمائِمُ البشرِ بِالتّبشيرِ قَد صَدحت

وَلِلصّدورِ بِحُسنِ الصّدحِ قَد شرَحت

وَأَنجمُ الأُفقِ بِالأَفراحِ راقِصة

وَنَفحَةُ السّعدِ بِالإِسعادِ قَد نَفَحت

وَبانَ بَدرُ الهَنا بِالبشرِ مُتّشحاً

يا حُسنَ طَلعَتِهِ فيما بِهِ اِتّشَحت

وَأَصبَحَ الكَونُ بِالأَفراحِ مُمتَلِئاً

وَزالَ ما كانَ بِالأَكوانِ وَاِنصلَحت

أَتَى البشيرُ إِلَينا ثمَّ بَشّرنا

وَاللّهِ فيما بِهِ الأَرواح قَد فَرِحَت

أَتى يُبَشِّرنا فيما نُؤَمّله

وَبِالّذي نَحوه أَنظارنا طَمَحت

فَقالَ سُلطاننا المَحمود مَن حمدَت

مِنهُ مَزاياهُ أَسنى الحمدِ وَاِمتَدحت

مَحمودٌ الشّهم لا زَالَت مؤبّدة

في الدَّهرِ دَولتهُ بِالعزِّ لا بَرِحَت

دامَت مُؤيَّدةً لِلضدِّ قاهرةً

بِالضدِّ ظافرةً بِالنّصرِ قَد منحت

جادَت مَراحِمُهُ فاضَت قَريحَتهُ

سَحَّت مَكارِمُهُ فَضلاً وَقَد سَمحت

وَأَنعَمت مِن سنيِّ الفَضلِ مَكرمة

بِرُتبَةِ العزِّ مِن أَوجِ العُلى اِتّضَحت

وَإِنّها ميرميران سَمت وَعَلت

وَنَحوها بِالعلى كلّ السعود نَحَت

عَلى حُسين أَخي العَلياءِ في شَرفٍ

وَمَن بِعَليائِهِ الآفاق قَد طَفحت

وَمَن مَعاليهِ في ذا العَصرِ قَد نَسَخت

كلّ المَعالي الّتي مِن قَبلِها وَمَحت

الأَمجد الفَخم شَمس المَجدِ مَن بَزغَت

مِن مَطلع العزِّ نَحو المَجدِ قَد جَنحت

الأَفخم الشّهم وَالممدوح في شِيم

وَمَن شَمائِلهُ بِالحُسنِ قَد مُدِحَت

الضّيغَم اللّيث مَن في الحَربِ سَطوتهُ

قَطعاً عَلى سَطَواتِ الأُسْدِ قَد رَجَحَت

وَمَنْ مَضابثهُ وَهيَ السّيوف غَدَت

تُردِي الأُسودَ وَإِن لَو لَم تَكن جَرَحَت

وَلَو رَأَتهُ أُسودُ الغابِ كافَحَها

فَرّت مَخافاً وَعَن أَغيالِها نَزَحَت

بَحر النّدى وَالسّخا مَنْ جودُ راحَتِهِ

كُلّ العُفاةِ بِهِ لا شكّ قَد سَبَحَت

يُنسي اِبنَ زائِدة لَو كانَ قَبل لما

أمّ العفاةُ لَمعن لا ولا مَدَحت

الأَحنف الحلم لَم يَغلبهُ مِن غَضَب

لِنَصرِ نَفسٍ لَه حتّى وَلو جَمحت

إِنّا سُررنا بِما قَد نالهُ فرحاً

إِنّ الصدورَ بهِ دونَ اِمتِرا اِنشَرَحَت

يا أَيّها الشّهم فَاِهنَأ نِلتَ مَرتبةً

لَها صَلُحْتَ كَما حَقّاً لَكم صَلحت

وَيا لَها رُتبة ما إِن لَها شَبه

فَالأذنُ ما سَمِعَت وَالعَين ما لَمَحَت

تَدومُ بِالعزِّ وَالإِقبالِ زاهيةً

تَنحو السعود إِلَيها الدّهرَ حيثُ نَحَت

وَالسّعد يَخدِمُها وَاليمنُ يَلزَمها

وَخيل مَوكِبها بالعزِّ قَد ضبحَت

عَلى التّقى أسست بِالعدلِ قَد قرنت

أَرخت جدا بِتَوفيقٍ لَقَد منحت

أُوصيكَ فيها بِتَقوى اللَّه خالِقنا

فَذي نَصيحتها منّي بِها نُصِحت

وَاِسلَم وَدُم في أَمانِ اللَّهِ مُرتَقياً

فَوقَ السّهى رُتَباً بِالرّفعَةِ اِتَّشَحَت

ما لاحَ بَرقٌ وَما هَبَّ النّسيم وما

عَينُ السّحابِ لِدَمعِ الوبلِ قَد سفحَت

ما الورقُ غنّى وَفي الأَغصانِ أَنشَدَنا

حَمائم البشرِ بِالتبشيرِ قَد صَدحت