سلام البيان وفتيانه

سلام البيانِ وفتيانهِ

عليكم معاشرَ اعوانه

لأنتم مؤمَّل ملهوفه

وأنتم مؤمنُ فزعانه

ولولا بقية أمثالكم

لضاعت بقية قحطانه

ففي الشرق باغٍ على حقه

وشانٍ يغير على شانه

أصيب البيان بما راعه

وهز رواسخ أركانه

بكل دخيلٍ على ثوبه

تغلغلَ داخلَ قمصانه

فعاثَ ببهجة منثوره

وفكَّ قلائد عِقيانه

واطمع باقلَ من مجده

بإرث سلالة سحبانه

فبات يثغثغُ في داره

دعيٌّ المَّ بديوانه

وحلَّ الغرابُ على روضه

محلّ الحمامة من بانه

أرى الشرق يمنع عيني ترى

أديباً عزيزاً باحضانه

أراه يهيم بطاغوته

ويزري بعترة لقمانه

ويشقي الصحافي في ارضه

لينعم كسرى بإيوانه

ويولي المشانق اعناقنا

فدى للامير وتيجانه

ويغذي المنايا باكبادنا

لتسلم مهجةُ سلطانه

تعدى وصيةَ انجيله

وخالف آية قرآنه

فهذا يضج على شيخه

وذاك يصيح بمطرانه

هو الشرق يكرم عُماته

ويرعى قلانس رهبانه

ويعنى بكل فتىً آمرٍ

ولو هو اصغر غلمانه

واما الأديبُ ففيه يذلُّ

وقد عزَّ خارج أوطانه

يروع الصحافة ان لا ترى

فتاها كثيراً بإخوانه

يموت ليسعد لبنانه

ويحيا شقياً بلبنانه

وكم ليلةٍ باتها ساهراً

يعضُّ اليراع بأسنانه

وذو البغي لاوٍ على ناهدٍ

يُداعب ناضج رمانه

يهون عليه تبيد الديارُ

وتقضي لبانة شيطانه

وذو المالِ خالٍ إلى ماله

يقبل وجنةَ رنانه

وقسط الصحافة من كفهِ

كقسطِ مؤملِ احسانه

أما في البلاد اخو همةٍ

يجرُّ العتيَّ بآذانه

بردُّ الأديب إلى تخته

يعيد الغبي إلى خانه

كفى ما شهدنا من المضحكات

لهذا الزمان وصبيانه

افدوى فديتك لا تجزعي

لبث الأديب واحزانه

وغني حمامة غني له

فسجعك يمضي بأشجانه

وخلي الانيس بألحانه

يسوق النفوس إلى حانه

فنحن بنو دولةٍ نلتقي

كراحِ الربيعِ وريحانه

إلى الخلد نعلو بأحلامنا

ندق نوافذ رضوانه

وهذا يطير بأشعاره

وذاك يطير بألحانه

يميناً بديني يمين امرئٍ

يفي للمسيح وقربانه

لو أن النبوغ له وزنه

وفي الشرق منصب ميزانه

لكان فتاناً فتىً راجحاً

وداس معاطس أقرانه

ولكن للشرق يوماً يجيءُ

فيا نفس صبراً لا بانه