يا ناعس الطرف نومي كيف تمنعه

يا ناعس الطرف نومي كيف تمنعه

جفني تمنى الكرى بالطيف يجمعه

بينى وبينك سر لست مؤتمنا

عليه غير خيال منك أُطعمه

له حِفاظ ورأى في مواصلتي

وأنت بالهجر يا غدّار تولعه

ما ضر لو زار أجفاني ولي رمق

عساى بالرمق الباقي أشيعه

إن أنت لم تتعطف قلت لي رشا

يغار من طيفه السارى فيمنعه

يشكو إليك ويشكو منك منتحب

جرى دما من مغاني السعد مدمعه

إن جنَّه الليل أدمت خدّه يده

وأنهدّ من سورة الأشجان مضجعه

أبكي الصِباء رخيًّا من أعنته

جرى بنا لمدى اللذات يقطعه

صحا الفؤاد على آثار كبوته

إلا أمانيّ لا تنفك تخدعه

إذا تمثلته في اللب طار له

ورفرف القلب حتى خِفت يتبعه

أقول للنفس عنه لا أغالطها

مضى به زمن هيهات يرجعه

إذا صِبا المرء ولى غير مرتجع

فما له بالتصابي لا يودعه

أجَد للهو أثوابا وأخلقها

وموضع المجد من بُردَىَّ موضعه

طلبته يافعا حتى ظفِرت به

والمجد يجمل في الفتيان موقعه

في الغرب مغتربا والشرق ملتفت

مشنَّف بحفيظ الدر مسمعه

كن كيف شئت وخذ للعلم حفلته

فما وجدت كعلم المرء ينفعه

والشعر بالعلم والعرفان مقترنا

كالتبر زدت له ماسا ترصعه

فإن جمعت إلى حظيهما خلقا

فذلك الحظ إن فكرت أجمعه