على باب الكريم وقفت أبكى

على باب الكريم وقفت أبكى

على ذنبي وآثامي الجسام

وقلبي واجم وغزير دمعي

كماء المزن يهمى بانسجام

ولكن حسن ظنى فيك أدّى

إلى طمعى بإدراك المرام

لذاك بسطت كفى بانكسار

وذلّ وافتقار واحتشام

عساك تنيلني من فيض فضل

جزيل العفو عن سوء اجترامي

وتشرح بالهدى صدرى فصدرى

حليف الوجد من فرط التعامى

وتصفح عن ذنوب اثقلتني

وأنأتني عن القوم الكرام

وتنشر في البرية عطر ذكرى

وتمنحنى القبول على الدوام

ولا تقطع رجائي منك إني

حفيّ بالصلاة وبالصيام

وضاعف بالغنى حظى لأمسى

غنيا بالحلال عن الحرام

فيهلك حاسدي بدوام عزّى

ويرغم أنفه دون الأنام

إلهى لا أضام وأنت جاهى

ولا أخشى أفاعيل الطغام

فقد عوّدتني عزّا ونصرا

كما عودتني رفع المقام

فكم أسبغت من نعم وفضل

كموج البحر أو صوب الغمام

فيامولاي لا أحصى ثناء

على آلائك الغرّ العظام

قضيت شبيبتي في كثر عز

وكلّ الناس تشهد باحترامي

فحاشى أن أضام وشعر رأسي

بنور الشيب أصبح كالثغام

تعالى الله إلا أن يريني

دوام العز مع حسن الختام

ويشفع فيّ خير الخلق طه

رسول الله في يوم الزحام

عليه الله صلى ما أضاءت

نجوم الليل مع أزكى السلام