لله قوم بحفظ الدين قد قاموا

للّه قوم بحفظ الدين قد قاموا

وبالعلوم ونشر الفضل قد هاموا

راموا العلا فسعوا في كل مكرمة

حتى أتموا بفضل الله ما راموا

لهم جنوب تجافت عن مضاجعها

والفضل يشهد أن القوم ما ناموا

وخير مطعمهم علم ومعرفة

وعن لذيذ الغذاء الكل قد صاموا

فأدركوا بحميد السعى ما طالبوا

حتى استنار بهم في الكون إسلام

هذا الجهاد جهاد العلم قد رفعت

به لدين رسول الله أعلام

فشيدوا الدين واشتدت دعائمه

وهدمت من مباني الجهل أوهام

لا فخر إلا لأهل العلم إذ بهم

بين الورى ثبتت للشرع أقدام

أما رايت الإمام الشافعيّ على

أعتابه خفعت للعلم أقوام

العالم القرشيّ المعتلى نسبا

كنز العلوم وذخر القوم مقدام

إن كان قوم لهم في الرأي مستند

فالكل خلف وهذا البحر قدام

بالعلم منه طباق الأرض قد ملئت

صح الحديث بذا وانحل إبهام

لقد قضى العمر في حل ومرتحل

لدرك فضل وثغر الفضل بسام

وما ثنته عن الترحال متربة

في خدمة الشرع أو أقصاه إحجام

فكم له من علوم عز مطلبها

بها استنارت لأهل الدين أحلام

كل الملوك له بالعلم قد خضعت

إن الملوك لأهل العلم خدام

وكم وكم من صفات لست أحصرها

قد حبرتها ببطن الكتب أقلام

سفينة العلم تجرى فوق لجته

شراعها الشرع والمحمول أحكام

رحابة مهبط الإحسان من قدم

وفى القلوب له جاه وإعظام

ما أم ساحته قوم لمقصدهم

إلا وتمّ لهم بالنجح ما راموا

أما ترى القاصدين اليوم قد ملئوا

رحب الرحاب وفيهم فاض إنعام

عمت مكارمه الزوار مذ قصدوا

هذا الجناب وفي هذا الحمى حاموا

كل ينال على مقدار نيته

من العطايا وفضل الله أقسام

مصر به مع بنى الزهراء قد سعدت

إذ هم على مصر قوام وحكام

يا قاضى الشرع إنا في ضيافتكم

ومنك يهمى على الضيفان إكرام

فانظر إلينا بعين ملؤها مدد

يا بحر فضل به الأمجاد قد عاموا

وللأفاضل أهل العلم قاطبة

فإنهم لك أحباب وأرحام

والحاضرين ومن قاموا بخدمتكم

فإنهم عن جميل الصنع ما ناموا

والحظ بعين الرضا من قام ينشدهم

للّه قوم بحفظ الدين قد قاموا