ما نسيناك

جَلَّ مَنْ بالبيان، يا صَاح، زَانَكْ

صَانَهُ الله ذو الجلالَ، وصانَك!

كيف يشكو بَرْدَ الشتاء ربيعٌ؟

أوَ ما شَمَّ أنفُه ريحانَك!

اعذُرِ السُّقْمَ إنْ عَرَاك؛ فما للسّـ

ـقم حِسٌّ بهِ يذوق بيانك

لو دَرتْ من تكون تلك الليالي

ما أصابت بعلَّةٍ جُثْمَانك

ولأبْقَتْكَ للقوافِي مُعافىً

تَبْتَنِيها مُشَيِّدًا ببيانك

ما نسيناكَ، يا صديقي، ولكنْ

ما عدَدْنَا نفوسَنَا أقْرَانك

أنا إن لم أبْعَثْ إليك قريضي

فَلاَّنِّي يَخْشَى حَصَايَ جُمَانك

لا تَلُمْني؛ فإن شَيْطَانَ شعْرِي

يتَوَارَى إذا رأى شَيْطَانك

ليس ذنبي إن بات يرفعك الشعـ

ـرُ، ويعلى بين الكواكب شَانك

أنت بين النجوم، يا صاح، تَسْرِي

فَلِيَ العُذْر إن جهلتُ مكانك

صاح، هذا ديوان شعرِي على ما

فيه، فأمْنَحْ تقصيرَهَ غُفْرانك