منادمة الكروان

كان عبدالله محموما‮ ‬برعب الليل إذْ‮ ‬يهبط من

مغْزله العالي ويلتفّ‮ ‬نديفا‮ ‬من سوادِ

المخمل اللين والصمتِ‮ ‬البهيم

رعدة‮ ‬ترفضّ‮ ‬فيِ‮ ‬أعضائه بالبرد والوقْدة

والطّلّ‮ ‬الخفيف

وشظايا نيزكٍ ‬فَرْفَرَ‮ ‬من عمق السديم

تتلوّى،‮ ‬تمزع الظلمةَ‮ ‬بالدهشة‮..‬

عبدالله بين الوعد والميعاد‮:‬

كانت شظْية‮ ‬من مارجِ‮ ‬الصوتِ‮ ‬وحصباء الصدى

تهويِ‮ ‬من المجهول‮:‬

‮”‬لَكْ

لَكْ‮.. ‬لَكَ‮ ‬الملَك”.‬

ومجهول الفَلَكْ

دائر‮ ‬مغزله من برجه العالي،

وعبدالله من رعب وطين

مشرئبّ‮ ‬السمع واللهفة‮..‬

هذي‮ ‬الفتنة القاسية الإيقاع

تذْرو زغبَ‮ ‬النوم من الأعشاش

والغفْوةَ‮ ‬من ناعسة الطير على مجْثمها

بين الغصون

كان عبدالله يَسّاءل‮:‬

وحش‮ ‬كاسر‮ “‬لَكْ‮ ‬لَكَ‮” ‬في هذا العماء

ناشرا‮ ‬سطوته؟‮!‬

أم ملعب‮ ‬هذا الفضاء

يتلهّى فيه بالحيرة؟‮!‬

صيد‮ ‬لا يصادْ؟‮!‬

أم شهيق‮ ‬أفلتتْ‮ ‬نبرته الأولى قبيل النفخ في

مزمار إسرافيل:

أم نزع‮ ‬وطَلْق‮ ‬في رميمٍ‮ ‬يستعاد؟‮!‬

‮(‬ملْك مَنْ‮ ‬يا كروان‮!‬

نحن أقعينا على مفترق الصرخة والأصداء،

لم نملك سوى الحسرة والزفرة

والجوع المهان

بَدَد‮ ‬نحن وإرث‮ ‬للمماليك،‮ ‬وهمْ‮ ‬في

ملعب القتل رماد‮ ‬ودمي يبْتاعها من باعها‮).‬

أم بشير‮ “‬لَكْ‮ ‬لَكَ‮” ‬البشري وترتيل النداء

كي يرد الهالكون الملكَ‮ ‬للمالك أبهى ما يكون

مثلما اسْتَوْدَعَهم إياه من‮ ‬غَمْر الحلَكْ

طافيا‮ ‬منجدلَ‮ ‬الدهشة من كافٍ‮ ‬ونون‮!!‬