لا الصبر يرجى ولا السلوان ينتظر

لا الصبر يرجى ولا السلوان ينتظر

قد جل يومك في الأيام يا عمر

ويح القلوب التي أسكنتها أزلاً

ماذا عليك من الاحزان تدخر

أن تفن منها فما ذكراك فانية

تبقى الهيولى وتفنى وحدها الصور

خط الوجود لنا في بعضه خططاً

هي الكنوز ولكن أسمها حفر

أن يخل ريع الصبا ينزل مرابعها

أو يندثر أثر يظهر بها أثر

تجاورت عندها الأحساب فالتحمت

أن الورى أسرة في الارض لا أسر

أن تذو يا غصن مصر في حديقتها

فحسبها منك أن قد أينع الثمر

تنبو الحوادث عن أهرامها قعساً

وليس يأبى على أهرامها الكبر

الناطقات لمصر وهي صامتة

والشاهدات لمصر وهي تفتخر

بك النواظر والأفواه في شغل

كلا الفريقين فيه جمت الدرر

تسابقت فيك لا تألو عزائمها

وقصرت فاتتك اليوم تعتذر

يثني عليك رجال الفضل ما ذكروا

وتستطيب المعالي كل ما ذكروا

تبقى مساعيك فيهم سلوة لهم

يجري الصغار عليها إن هم كبروا

ما بعد مجدك للآمال مطرح

وليس بعدك في الأمجاد منتظر

لا زال قبرك بالريحان مزدهراً

فكل قلب به أسكنت مزدهر