ليلى شهد العزلة

(1)

رأيتُ الصمتَ

والنسيانَ

يجتهدان دون ضجيجْ

وأبواباً بلا معنى

دخولاً مرةً وخروجْ

فقلتُ

أُخلّدُ البستانَ

يا ليلى

ببعضِ أريجْ

(2)

وقلتُ

أعلّمُ الفخَّارَ شيئاً

من ذكاءِ الماءْ

وأُوقظُ

غفلةَ الأشياءِ

كي تتكلّمَ الأشياءْ

لعلَّ زجاجةَ المصباحِ

تحفظُ

حكمةَ الأضواءْ

(3)

أنا ضيفٌ

على الدنيا

وأوشكُ أن أودّعها

وُلدتُ

بحضنِ قافيةٍ

وأختمُ رحلتي معها

وغايةُ شهوةِ الكلماتِ

أن تغتالَ مبدعها!!

(4)

أراوغُ

شهوتي للموتِ

منذُ صرختُ

في الميلادْ

وأعبرُ برزخي

وأعودُ

منتصراً

على الأبعادْ

لكي أصطادَ خُلدَ الروحِ

قبل تحلّلِ الأجسادْ

(5)

وأمي

في صلاة الفجرِ

ترفعُ وجهها للّهْ

ليُرجعَ طفلها المخطوفَ

يوماً واحداً

لتراهْ

فمنذُ رأى

عروسَ البحر

أصبح شِعْرُهُ

منفاهْ!!

(6)

لقد ندهتْه جنّياتُهُ

فانساحَ في الملكوتْ

ومسّتْه الرؤى

فاختارَ

وعد النارِ

للكبريتْ

إذا هجرته نارُ الشعرِ

ماتَ

وإن دعتْهُ

يموتْ!!

****