يا جمال الصبا وأنس النفوس

يا جمال الصِّبا وأنس النفوسِ

خبِّرينا عن زوجك المنحوسِ

حَدِّثي أنت عن عماه الحيسي

وصفي لي الغرام بالتحسيسِ

حدثينا عن اللهيب المفدَّى

وجمالٍ يُصَيِّر الحرَّ عَبدا

وجنون الأعمى إذا ما استجدى

وهو يعشو لناره كالمجوس

يا جمالاً في الترب يُلقَى ويُرمَى

يا لظلم الحظوظ والحظ أعمى

وبلائي أني أسميه ظلما

وهو لفظ ما جاء في القاموس

آه من قسوةِ الطبيعة شقت

ظلمة في مكان نورٍ ورقت

دونَ قصدٍ لعينه فاستبقت

كوّةً في فضائها المطموس

كوَّةً تنفذ الحفيظة عنها

ويُطلُّ الدهاءُ والخبثُ منها

طالعتنا في طلعة لم تزنها

كالفتيل الحقيرِ في الفانوس

كذليل الأبقار إذ ربطوه

وتراهم بخرقةٍ عَصَّبوه

فإذا ما عصاهمو ضربوه

وتمشَّى على غناءِ الألوس

وتراه تقولُ يقطر بغضا

حيوانٌ يريد أن يَنقَضَّا

حسبك الله عشت تنظر أرضا

فابق فيها حُرمتَ نورَ الشموس