مقتل القمر مصر بواسطة أمل دنقل مقتل القمر ….وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس في كل مدينة ، (( قُتِل القمر ))! شهدوه مصلوباً تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر ! نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره! تركوه في الأعواد ، كالأسطورة السوداء في عيني ضرير ويقول جاري : (( كان قديساً ، لماذا يقتلونه ؟)) وتقول جارتنا الصبية : (( كان يعجبه غنائي في المساء وكان يهديني قوارير العطور فبأي ذنب يقتلونه ؟ هل شاهدوه عند نافذتي _قبيل الفجر _ يصغي للغناء!؟!؟)) ….. …….. ……. وتدلت الدمعات من كل العيون كأنها الأيتام – أطفال القمر وترحموا… وتفرقوا….. فكما يموت الناس…..مات ! وجلست ، أسألة عن الأيدي التي غدرت به لكنه لم يستمع لي ، ….. كان مات ! **** دثرته بعباءته وسحبت جفنيه على عينيه… حتى لايرى من فارقوه! وخرجت من باب المدينة للريف: يا أبناء قريتنا أبوكم مات قد قتلته أبناء المدينة ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف وتفرَّقوا تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة يا أخوتي : هذا أبوكم مات ! ماذا ؟ لا…….أبونا لا يموت بالأمس طول الليل كان هنا يقص لنا حكايته الحزينة ! يا أخوتي بيديّ هاتين احتضنته أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه ! قالوا : كفاك ، اصمت فإنك لست تدري ما تقول ! قلت : الحقيقة ما أقول قالوا : انتظر لم تبق إلا بضع ساعات… ويأتي! *** حط المساء وأطل من فوقي القمر متألق البسمات ، ماسىّ النظر يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا فمن هو ذلك المُلْقىَ على أرض المدينة ؟ قالوا: غريب ظنه الناس القمر قتلوه ، ثم بكوا عليه ورددوا (( قُتِل القمر )) لكن أبونا لا يموت أبداً أبونا لايموت ! قصائد عامهنثريه شارك