أبشر فذلك ما سألت قضاه

أَبشِرْ فذلك ما سألتَ قضاهُ

رَبٌّ هداك فكنتَ عند هداهُ

آثرتَهُ وَرَضِيتَ بين عبادِه

من صالِحِ الأعمالِ ما يرضاهُ

قتلوكَ فيه تَردُّهم عن دينِهِ

صَرْعَى وتمنعُ أن يُبَاحَ حِماهُ

وَبَغَوْا عليكَ فعذَّبوا الجسدَ الذي

ما للكرامةِ والنّعِيمِ سواهُ

هِيَ دعوةٌ لك ما بسطتَ بها يداً

حتّى تَقبّلَ واستجابَ اللّهُ

ولقد رأيتَ حِمَى الجهادِ فَصِفْ لنا

ذاك الحمى القُدسِيَّ كيف تراهُ

ماذا جَزَاكَ اللَّهُ من رِضوانِه

وحَبَاكَ في الفردوسِ من نُعماهُ

ماذا أعدَّ لكلِّ بَرٍّ مُتَّقٍ

غَوَتِ النُّفُوسُ فما أطاعَ هَواهُ

أَرأيتَ عبدَ اللَّهِ كيف بَلَغتَهُ

شَرَفاً مَدَى الجوزاءِ دُونَ مداهُ

دَمُكَ المطهَّرُ لو أُتيحَ لهالكٍ

أعيا الأُساةَ شفاؤُه لَشَفاهُ

صَوتٌ يُهيبُ بِكلِّ شعبٍ غافلٍ

طوبى لمن رُزِقَ الهُدَى فوَعاهُ

مَعْنَى التفوّقِ في الحياةِ فَمَن أبى

إلا الصُّدودَ فما درى مَعناهُ

الأمرُ رَهنُ الجِدِّ ليس بنافعٍ

قَولُ الضّعيفِ لعلّه وَعَساهُ

تَشقَى النُّفوسُ ولا كشِقْوَةِ خاسرٍ

لا دِينَهُ اسْتَبْقى ولا دُنياهُ

والمرءُ يَرغبُ في الحياةِ وَطُولِها

حتّى يكونَ الموتُ جُلَّ مُناهُ

أُوتِيتَ نصراً يا محمدُ سَاطعاً

يبقَى على ظُلَمِ العصورِ سَناهُ

لَكَ من دمِ الشُّهداءِ بأسٌ لم يَقُمْ

في الأرضِ ديِنُكَ عالياً لولاهُ

ما تَنقَضِي لإِمامِ حقٍّ قُوّةٌ

إلا تَزيدُ على الزّمانِ قُواهُ