في كل يوم شرعة ونظام

في كُلِّ يَومٍ شِرعَةٌ وَنِظامُ

ما هَكَذا الأَحكامُ وَالحُكّامُ

عِشرونَ عاماً وَالدِيارُ مَريضَةٌ

تَنتابُها الأَدواءُ وَالأَسقامُ

إِنَّ الأُساةَ لَتَعرِفُ الداءَ الَّذي

تَرَكَ المَريضَ تُذيبُهُ الآلامُ

وَلَرُبَّما غَشَّ الطَبيبُ عَليلَهُ

لِيَعودَ مِنهُ الداءُ وَهوَ عُقامُ

كَيفَ الشِفاءُ لِمِصرَ مِن أَدوائِها

أَم كَيفَ يُرجى عِزُّها وَيُرامُ

وَالمُصلِحونَ كَما عَلِمتَ وَأَهلُها

عَنها عَلى زَجرِ المُهيبِ نِيامُ

و إذا النفوس تعدَّدت أهواؤها

شقِيَت بها الكتّابُ والأقلامُ

يا دَولَةً رفعَت عَلى أَوطانِنا

عَلَماً تُنَكَّسُ تَحتَهُ الأَعلامُ

أَينَ المَواثيقُ الَّتي أَبرَمتِها

إِن كانَ مِنكِ لِمَوثِقٍ إِبرامُ

لَم تَحفِلي بِعُهودِنا فَنَقَضتِها

يا هَذِهِ نَقضُ العُهودِ حَرامُ

عِشرونَ عاماً ما كَفَتكِ وَهَكَذا

تَأتي وَتَذهَبُ بَعدَها الأَعوامُ

طالَ المُقامُ وَأَنتِ أَنتِ وَلَم يَكُن

لِيَطولَ لَولا الجَهلُ منكِ مُقامُ

دَومي فَما لِلجاهِلينَ دَوامُ

وَكَذا يَكونُ الجِدُّ وَالإِقدامُ

الأَرضُ أَرضُكِ وَالسَماءُ حَليفَةٌ

لَكِ وَاللَيالي وَالوَرى خُدّامُ

يا أُمَّةً خاطَ الكَرى أَجفانَها

هُبّي فَقَد أَودَت بِكِ الأَحلامُ

هُبّي فَما يَحمي المَحارِمَ راقِدٌ

وَالمَرءُ يُظلَمُ غافِلاً وَيُضامُ

هُبّي فَما يُغني رُقادُكِ وَالعِدى

حَولَ الحِمى مُستَيقِظونَ قِيامُ

عَجَباً لِهَذا النّيل كَيفَ نَعَقُّهُ

وَيَدومُ مِنهُ البِرُّ وَالإِكرامُ

لَو كانَ يَجزينا بِسوءِ صَنيعِنا

أَودى بِهاتيكَ النُفوسِ أُوامُ

لَكِنَّها رَحِمُ الجُدودِ وَلَم تَزَل

تُرعى لَدى أَمثالِهِ الأَرحامُ

شَيئانِ يَذهَبُ بِالشُعوبِ كِلاهُما

نَومٌ عَنِ الأَوطانِ وَاِستِسلامُ

إِلّا يَحِن لِلراقِدينَ قِيامُ

فَعَلَيهِمُ وَعَلى الدِيارِ سَلامُ