وإني لأدري أن للأمر مدة

وَإِنّي لَأَدري أَنَّ لِلأَمرِ مُدَّةً

وَأَنَّ قَضاءَ اللَهِ لا بُدَّ واقِعُ

وَلَكِنَّني حيناً أَضيقُ بِحَملِها

هُموماً تُريني اللَيلَ وَالصُبحُ ساطِعُ

وَإِنّا لَتَخشى الحادِثاتِ نُفوسُنا

وَإِن صَدَقَت آمالُنا وَالمَطالِعُ

بِنا مِن هُمومِ العَيشِ ما المَوتُ دونَهُ

وَلا عَيشَ حَتّى يَصدَعَ الهَمَّ صادِعُ

نُراقِبُ عَهدَ الشَرِّ أَن يَبلُغَ المَدى

وَنَرجو مِنَ الخَيراتِ ما اللَهُ صانِعُ

تَمادى بِنا عَهدٌ مِنَ السوءِ هائِلٌ

وَطاحَ بِنا خَطبٌ مِنَ القَومِ رائِعُ

أَما وَالسِهامِ المُصمِياتِ قُلوبَنا

لَقَد فَزِعَت لِلهالِكينَ المَصارِعُ

عَيينا فَما يَدري الفَتى أَيَّ نَكبَةٍ

يَقي نَفسَهُ أَو أَيَّ خَطبٍ يُقارِعُ

غِياثَكَ ياذا الطَولِ وَالحَولِ كُلِّهِ

فَما لِلَّذي نَشكوهُ غَيرُكَ دافِعُ

غِياثَكَ إِنَّ القَومَ قَد دَبَّروا لَنا

مِنَ الأَمرِ ما تَخشى النُفوسُ الجَوازِعُ

نَظَلُّ حَيارى نَرقُبُ الشَرَّ يَومَنا

وَنُحيي الدُجى مِمّا تَهولُ المَضاجِعُ

رُوَيدَ العِدى إِنَّ الحَياةَ إِلى مَدىً

وَإِنَّ الفَتى يَوماً إِلى اللَهِ راجِعُ