قال الصديق وديع في سوانحه

قال الصديق وديع في سوانحه

تقسو الحياة على الأخيار أرزاء

وراح يذكر من آثاره مثل

للمحسنين أسر الدهر أم ساء

من رنق الأدب العالي بنفحته

وحظه من عقوق الدهر ما شاء

لم يكفه الخطب في زوج وفي ولد

حتى أراه جحود الناس أنواء

فيم التفجع والدنيا فواجعها

لا تنتهي وتعيد الأمس أصداء

خل احتمالك ثأرا من نكايتها

واسخر بها حينما تشقي الألباء

جئنا إلى الكون في الذرات من قدم

ولم نفارقه أطيافا واضواء

وليس يعرف منا كنهه أحد

وإن تغلغل في ماضيه مشاء

وإن عرفنا عرفنا بعض أخيلة

كأنما البحر ما نلقاه أنداء

ليست نقاط حروف لا نكيفها

قصيدة راودتنا اليوم عصماء

ولا المآسي التي غاضت مدامعنا

من نارها ستزيد الكون أشلاء

ساوى النشوء دمارا في مسارحه

كما عرفت وساوى البؤس نعماء

وما شكوت التياعا بل مسايرة

للفن أجتاز أمواتا وأحياء

فسر معي يا أديبا عيشه حرق

في مهمه العمر مغمورين أهواء

نحيا لهيبا كأنا شبه ألهة

ونغتدي بانتهاء النار إيحاء