الحب ما أقساه ليس يطاق

الحُبُّ ما أَقساهُ لَيسَ يُطاقُ

لِلنَفسِ في كِتمانِهِ إِزهاقُ

فَلِمَ التَكَتُّمُ أَيُّها المُشتاقُ

لا تَخَف ما صَنَعَت بِكَ الأَشواقُ

وَاِشرَح هَواكَ فَكُلُّنا عُشّاقُ

تَخفى الغَرامُ وَدَمعُ عَينِكَ قَد رَوى

ما في فُؤادِكَ مِن تَباريحَ الجَوى

فَاِبثُث لِمّا تَشكوهُ مِن أَلَمِ النَوى

فَعَسى يُعينُكَ مَن شَكَوتَ لَهُ الهَوى

في حَملِهِ فَالعاشِقونَ رِفاقُ

ما لي أَراكَ مِن مَزيدٍ تَوَهَّمُ

تُمسي وَتُصبِحُ في عَنا وَتَأَلُّمِ

هَذا مَقامُ أَخي الهَوى المُتَتَسَيِّمُ

لا تَجزَعَن فَلَستَ أَوَّلَ مُغرَمِ

فَتَكَت بِهِ الوَجناتُ وَالأَحداقُ

فَدَعِ العَذولَ وَلَو أَطالَ تَحَكُّما

وَأَطالَ في تَعنيفِهِ وَتَهَكُّما

وَاِحفَظ فُؤادَكَ لا تَزِد تَضَرُّما

وَاِصبِر عَلى هَجرِ الحَبيبِ فَرُبَّما

عادَ الوِصالُ وَلِلهَوى أَخلاقُ

إِنَّ الصَبابَةَ في عُذوبَةِ شُربُها

كَم جَرَعَت غُصَصاً لَنا في صَوبِها

هَذي نُجومُ اللَيلِ مِن شُهبِها

كَم لَيلَةٍ أَسهَرَت أَحداقي بِها

وَجَدا وَلِلأَفكارِ بي أَحداقُ

كَيفَ السَبيلُ إِلى الوِصالِ وَقَلبُهُم

قاسٍ عَلَيَّ فَكَيفَ يَسعَدُ صَبُّهُم

وَلَكُم أَقولُ وَقَد تَبَدَّلَ قُربُهُم

يا رَبِّ قَد بَعُدَ الَّذي أَحَبَّهُم

عَنّي وَقَد أَلِفَ الفِراقَ فِراقُ

وَالهَمُّ أَضناني وَجافاني الكَرى

وَاِحمَرَّتِ الأَجفانِ مِمّا قَد جَرى

وَاِصفَرَّ لَوني وَالفُؤادُ قَدِ اِنبَرى

وَاِسوَدَّ حَظّي عِندَهُم لَمّا سَرى

فيهِ بِنارِ صَبابَتي إِحراقُ

واحَسرَتاهُ وَقَد تَزايَدَ صَدَّهُم

عَنّي وَإِن وَعَدوا تُخلِفُ وَعدَهُم

لَم يَبقَ لي فيهِم رَجاءٌ أَنَّهُم

عَرَبٌ رَأَيتُ أَصَحُّ ميثاقٍ لَهُم

إِن لا يَصِحُّ لَدَيهِم ميثاقُ