أضاءت بدور البشر وانشرح البال

أَضاءَت بُدورُ البشر وَاِنشَرَح البالُ

وَزالَ عَن الأَلباب بِالعَدل بلبالُ

وَلاحَت عَلى وَجه الأَقاليم بَهجةٌ

لَها مَظهَرٌ يَنمو بِهِ الخَصب وَالمال

وَلِم لا وَإِبراهيم بِالفَضل قَد غَدا

رَئيساً لَها في مصر وَاِنتَظَم الحال

وَنالَت بِهِ ثاني المَراتب عزةً

لشانئه مِنها مَدى الدَهر إِذلال

فَيا ابن رَسول اللَه لا زلت تَرتَقي

وَتَحسُنُ مِنّا في مَديحك أَقوال

لِأَنك للعلياء أَهلٌ وَكَيف لا

وَأَنتَ كَريم الأَصل لِلخَير فَعّال

وَفيكَ عَفافٌ عَن أَبيك وَفطنةٌ

وَعقل إِلى حسن الصَنيعة ميّال

وَرَأيٌ سَديد في الأُمور وَحكمةٌ

يَزول بِها رَيبٌ وَوَهمٌ وَإِشكال

وَفَصلُ خِطابٍ صادر عَن رِياسة

بِها وَردت آيات صدق وَأَمثال

وَدُونك في الإِنشاء وَالحكم وَالقَضا

لَبيبٌ أَريب ثاقب الفهم مفضال

وَأَنتَ عَلى رَغم الحَسود مؤيَّدٌ

بِنَصرٍ عَزيزٍ غَيثُ جدواه هطال

وَأَنتَ بِمحمود الخصال موفقٌ

إِلى ما بِهِ في العلم تَرغب جهال

فَعش مَع بنيك الأَذكياء منعَّماً

عَلَيك وَقارٌ زانَهُ مِنكَ إفضال

وَفز بِالرضا وَالسَبق في الدَولة الَّتي

يشيّدُها بِالحَزم وَالعَزم رئبال

وَزد سؤدداً ما قالَ مَجدي مؤرخاً

لرفعة إِبراهيم يُمنٌ وَإقبال