قل للأمير أدام الله نعمته

قُل لِلأَمير أَدامَ اللَه نعمتَهُ

طُولَ المَدى وَكَساهُ أَبهَجَ الحللِ

يا اِبن المبارك يا خَير الأَنام أَباً

وَيا أَجلّ وَزير بِالسداد عَلي

عشرون حولاً وخمسٌ بعدها نفدت

في خدمة لك بالإخلاص في العمل

عرَّبتُ فيها مِن الأَسفار ما عجزت

عَنهُ الأَواخر بَعدَ السادة الأَول

وَلَم أَدَع لَحظةً تَمضي بِلا تَعبٍ

يَعود بِالنَفع لِلأَوطان مِن قِبَلي

وَهاكَ ستّينَ سَفراً كُلُّها ظَهرت

لِلناس فَاِنتَفَعوا مِنها بِكُلِّ جلي

وَكُلُّ مجتهدٍ عانى تلاوتها

وَحفظَها فازَ في دُنياه بِالأَمل

وَكَيفَ لا وَهيَ بَعدَ الطَيّ قَد نشرت

وَشَمسُها لَم تَزَل في دارة الحمل

مِنها فُروع الرِياضيات أَجمعها

وَالعَسكرية بِالتَفصيل وَالجمل

وَأَنتَ أَدرى بأَشغالي وَدقَّتها

وَما أُلاقيهِ مِن كدٍّ بِلا مَلل

وَاللَيل أَطويه في تَنميق ما سمحت

بِهِ القَريحة مِن آداب محتفل

وَالآن أَوليتَني مَربوط ثانية

بِعدَ العَبوس بِها دَهري تبسم لي

وَقَد حظيت بِما أُوتيت في صفرٍ

مِن عام ستٍّ بِأَمر النائب البَطَل

وَحَيث لَم يَبقَ للفرمان عَن ثقة

إِلّا كِتابةُ تَوقيعٍ بِلا مهل

فَامنن بِهِ إِن خَير البرِّ عاجلُه

وَلا تَقُل خُلِقَ الإِنسانُ مِن عجل

وَلا تَلمني عَلى التَأكيد في طَلبٍ

فيهِ الشِفاء مِن الأَمراض وَالعلل

وَلا تكلني بِتسويف إِلى فرصٍ

فَإِنَّني عَن نجاز الوعد لَم أَحُل

وَقَد شرحت إِلى عَلياك ما طمحت

إِلَيهِ نَفسي فَقابل بِالرضا وَصِل

فَما الوَظائف إِلّا لِلذين لَهُم

ميلٌ إِلى راحة الأَبدان وَالكَسَل

لا للذين لَهُم بَينَ الوَرى شَغَفٌ

بِحُبِّ حكمةِ إِن العزَّ في النَقل

وَتِلكَ نفثة مصدور عرضتُ بِها

حالي عَلَيك بِلا رَوعٍ وَلا وَجَل

لِأَنني صرتُ مَحسوباً عَلَيكَ وَلا

أَنفكُّ عَنكَ إِلى أَن يَنتَهي أَجَلي

لا زالَ سَعيُك مَشكوراً وَلا برحت

تُثني عَلَيك بِخَيرٍ سائرُ الملل