لك يا وجهي التعيس هجائي

لك يا وجهي التعيس هجائي

في صباحي ومغربي وعشائي

أنتَ يا متحف الدمامة والقب

حِ تنزّهتَ عن صفات البهاء

مع سبق الإصرار صاغكَ ربي

لعنةً في نواظر الأحياء

حسب عيشي من سوء خلقك نح

ساً وبلاءً مزوّداً ببلاء

إنّني كلما لقيتُ فتاةً

صفعَتني بالنظرة الشزراء

وهي لو تنشدُ الحقائق جنّت

بغرامي وتيّمت بلقائي

ورأتني روحاً معطّرة الحس

نِ وقلباً مجمّعا من نقاءِ

غير أنّ العيون كالناس لا تحف

ل إلّا ببهرج وطلاء

وعيون الجهال يبهرا القشر ولل

ب أعين الحكماء

فاعف عنّي إذا هجوتك يا وج

هي فلا زلت قدوة الصرحاء

إن تجهّمتَ فالحياة عبوسٌ

أو تهلّلت فهي نبع صفاء

وكفاني أني أعيش بوجه

واحد في السراء والضرّاء

ولغيري من الأناسي أن ين

شرَ في الأرض مذهب الحرباء

مذهب الواغلين في كل عرض

والمجلّين في سباق الرياء

غيه يا وجهيَ المقبّح عذرا

فهجائي من صنعةِ الشعراء

ليس دأبى الاطراءُ إلّا لغيري

وحرامٌ على فمي إطرائي

عش لنفسي خباءها فهي عذرا

ءُ ومجدُ العذراء ستر الخباء

لا يغرّنك ما يزيّنه الناس من

الحسن فهو محضُ هباء

كم قبيحٍ شأى بأخلاقِه الغرّ ج

ميلاً يتيهُ بالعوراءِ