شمس المعالي كعقود الجمان

شَمسُ المَعالي كَعُقودِ الجُمان

قَد نَظِّمَت في صَدرِ هذا المَكان

وَلِلمَسَرّاتِ بِأَنحائِهِ

حُسنُ قِرانٍ يا لَهُ من قِران

يَستَقبِلُ العَينَ بما تَشتَهي

مِن طُرَفِ النَقشِ اللِطافِ الحِسان

تَدنو قُطوفُ الأُنسِ فيه إِلى

أَضيافِ عَبّاسٍ عَزيزِ الزَمان

لا زالَ ناديهِ مقَرَّ القِرى

وَمجدهُ الباذِخُ حِلفَ الضَمان

تَرتَعُ مِصرُ العُمرَ من ظِلِّهِ

في نَضرَةِ الرَوضِ وَطيبِ الجِنان

وَتَكتَسي الأَيّامُ من نورهِ

طلاقَةً يَغبِطُها النَيِّران

ما أَوضَحَ الحقَّ إِذا ما اِنجَلى

في حُلَّةِ الحُسنِ وَحليِ البَيان

يَحُجُّ ذو الرَاي بهِ خَصمَهُ

مِن قَبلِ أَن تَعمَلَ فيه السِنان

فهو بلا شَكٍّ ولا ريبَةٍ

إِلهُ ربِّ السَيفِ وَالطَيلَسان

وَالعَدلُ يُعلى المُلكَ فَوقَ السُها

وَيُلبِسُ الدُنيا ثِيابَ الأَمان

إِقامَةُ القِسطاسِ من شَرطِه

وَرُكنُهُ رَدعٌ بلا عُنفُوان

فَاِستَعمِل الرَحمَةَ في أَهلِها

لا تَضَع العُنفَ مكانَ الحَنان

لا تَسأَل المالِكَ عن مُلكِه

فَعَدلُه عن مُلكهِ تَرجُمان

حُبُّ الرَعايا خيرُ ما يُقتَنى

وَخيرُ ما يَصبو إِلَيهِ الجَنان

كم ظَلَّ منهُ المَرءُ في جَحفَلٍ

وَباتَ في حِصنٍ رَفيعِ العِنان

فَاِحرِص عليه الدَهرَ من عُدَّةٍ

يَعنو لَها الكَونُ وَيُصغى الزَمان