من فؤادي يا أم هذي التحية

من فؤادي يا أم هذي التحيّة

هي أشمى تحيّة أبديّه

خلقت والوجود من نفحة اللّه

وبثّت مع الحياة الوفيّه

أنت رمزٌ لها تالق بالحب

عزاء في لوعة للبريّه

يظلم الكون حينما بسمة

منك تضيء الوجود والألمعيّه

كل حي أرى وكل جماد يتغذى من

روحك السرمديّه

رفرفت فوقه فأنجب ما

شئت وصار الخراب دنيا هنيّه

إنما مريم البتول مثال لح

لال وهبت للبشريّه

كل مرأى لحسنك معنى

بل معان شريفة أريحيّه

ذكرياتي وإن تطل ذكريات

لديون على فؤادي نديّه

لم أحاول تسديديها ثم هيهات

فقد كنت كالشعاع الضحيّه

من يفي للشعاع من بعد ما

ضحى وأحيا الموات والعبقريّه

قيل هذا يوم لحبّك مذخور

فما اليوم جنب عمري هديّه

لك خلّصته من الكدر الشائع مر

آة كل ما صنت فيّه

إن أبي الموت أن تكوني بقربى

قد أبى الخلد أن تكوني قصيّه

كل أم تعزّ ألقاك فيها

فهي أمي كأنها بي حفيّه

وأراني معيّدا إذ أراني

أعرف اليوم سر نفسي الأبيّه