بعثت إلى الراوي بشعري فهاله

بعثتُ إلى الراوي بشعري فهاله

لشدة ما أرمي وكثرة ما أعني

وخاف على القوم الرعود نذيرة

وما هي إلا صيحة الحر في السجن

أيغفل شعري اليوم من كان كنزه

ويمنعني رأيي ويحرمني فني

ويرجع أنفاسي إليّ ولو جرى

بها كل خفّاق لما فرجت عني

عساه رأى في الجو أمراً فحطَّ ما

حملتُ إليه وهو أدرى به مني

فرحِّبْ بسري يا زمان وضق به

فسريَ لي مضنٍ وجهريَ لي مغن

أتى الرصد الجبار يخفي شباكه

ولا هو من إنس ولا هو من جن

سيكشف عما في الحقيبة بعد ما

قضى القوم عاماً في حساب وفي ظن

وما جاء من أمر فقد مر مثله

فما أنا في خوف ولا أنا في أمن

وما ليَ في الوادي هوىً يسترقني

وما ليَ فيه ابن فأشقى لعيش ابني

وما لي سوى هذا البيان أجيده

وما هو بالشافي ولا هو بالمغني

وما كان إلا الشمل صوناً لأمة

تقوم بلا جيش وتحيا بلا حصن