صفا الوقت والممنون باح بسره

صَفا الوَقت وَالممنون باحَ بسّرهِ

وَأَعرب عَما في الضَمير بسحرهِ

وَشَمس عَليٍّ أَوحد العَصر أَشرَقَت

عَلَينا بِمصرٍ وَاِزدَهى نُور بَدره

فَطيّر هام الجَور مِنهُ بِصارمٍ

مِن العَدل وَالإِنصاف في أَرض مصره

لَهُ اللَه مِن صَدر حَليم مؤيد

مِن الحَق رَب العالمين بِنصره

وَما حُبه إِلّا كَما صح واجبٌ

عَلى الناس حَيث الكُل فاز ببره

أَما إِن أَرواح البَرية لَو غَدَت

بِحُكم بَشير جاءَ يَسعى بِبِشره

لَما صارَ بِالتَحقيق فيما حَبا به

مِن الحَظ إِلّا دُون مِعشار عُشره

أَما إِن شَهراً لِلصِيام أَتى بِما

يَسرّ عَلَينا أَن نَقوم بِشُكره

وَكَيفَ وَبِالإِقبال وافى وَبِالهَنا

مَع السَعد مَقروناً بِأَنوار زُهره

أَما إِن هَذا الدَهر لَو سَلّ سَيفَه

لَردّ وَما أَغنَت حَبائل مكره

أَما أَنتَ شَهمٌ لا ترام وَسيد

غَدا خَير مَسؤول يَجود بِتبره

أَما أَنتَ حصنٌ لِلمَعارف إِن سَطا

عَلَيها وصالَ الجَهلُ في حزب غَدره

فَيا دَوحة المَجد المؤثَّل وَالنَدى

وَيا صاحب الرَأي السَديد بِعصره

وَيا مَعدَن المَعروف وَالحلم وَالذَكا

وَيا مَن صُروف الدَهر تَجري بِأَمره

وَيا ناشراً لِليُسر وَالأَمن دائِماً

عَلى الخائف المَحصور في سجن عسره

وَيا حازمِاً بِالرَأي شَيّد مَجده

عَلى رَغم مَن عاداه في يَوم كرّه

أَيرتدّ يا ذخر البَرية خائِباً

عُبيدُك أَو يَخشى حَوادثَ دَهره

وَأَنتَ وَزير للمروءة ناصر

بِحَزم يَفيض العَدل مِن ماء نَهره

وَأَنتَ لَدَينا ذُو الفَقار الَّذي بِهِ

تَصول عَلى جُند الغُرور بِأَسره

وَمَن لاذَ بِالبَحر الخضّم مؤملاً

نَوالاً حَظي مِنهُ بِأَنفَس دُرّه

وَعَنهُ يَزول الضَيم في الحال وَالعَنا

وَيُطوَى بِساط العُسر مِن بَعد نَشره

وَإِن رامَهُ بِالسُوء باغٍ هزمته

بَعزمك في بَرِّ النزال وَبَحره

بِعزمك يا رُكن العُلوم وَسُورَها

غلامُك يَلقى كُلَّ خطب بصدره

وَيَقتحم الأَهوال في كُل شدة

بِقَلب همام مطمئنٍ بظفره

وَأَنتَ جَدير بِالمَحامد وَالثَنا

وَمثلُك مَن طابَ الزَمان بذكره

وَأَنتَ المرجَّى لِلسَعادة وَالرَخا

وَحفظ الأَهالي مِن ملمٍّ بشره

فَلا زلت يا كَهف الهبات مُوَفَّقاً

إِلى الخَير ما لَيلٌ تَوارى بِفَجره

وَلا زالَ جَيش السَعد في مَصر خادِماً

لصدرٍ سَما فَوق السماك بفخره

وَلا اِنفَكَّ عَن إِتحاف ذاتك مادحٌ

بِكُل بَديع مِن خُلاصة شعره