حسب العمارة والبنا تشريفا

حَسب العِمارة وَالبَنا تَشريفا

بِكَ يا حسين فَلا بَرحت شَريفا

سل مَنصب المعمار هَل قَد زانَهُ

أَحد سِواك وَزادَهُ تَلطيفا

ينبيك يا كنز المَعارف أَنَّهُ

أَضحى بِفهمك سامياً وَظَريفا

نَظر الزَمان لَهُ بِعَين عِناية

وَبِهِ غَدا قَلب الوَزير رَؤوفا

فَأَغاثه لَما اِستَجار بِعَدله

بِكَ حَيث كُنت مُدَبِّراً يعروفا

هامَت بِحبك يا أَمير مَراتبٌ

شرّفتها بِمَعارف تَشريفا

ما لِلفُنون يَسوسها في مصرنا

إِلّا جَنابك إِذ خُلقت عَفيفا

يا اِبن المَكارم وَالسِيادة إِنَّني

بِجَميل شُكرك لَم أَزَل مَشغوفا

بَلغت بهمتك المَباني شَأوَها

لَما رَثيت لَها وَصُرت حَليفا

كَم نالَها مِن رفعة وَجَمالة

وَبَديع إِتقان غَدا مَوصوفا

مُزجت مَحاسنُها بِلطفك وَالذَكا

فَزَهَت وَأَصبَحَ قَدرُها مَعروفا

عاهَدتها بَعد الجَفا بمودّة

فَدَفعت عَنها بِالوَفاء صُروفا

ما ضَرّها مِن قَبل غَير وُقوعها

في أَسر عَبد جاءَها مَلهوفا

أَكل القَليل مَع الكَثير وَلَم يَخَف

مِن جَهله بَينَ الأَنام كُسوفا

ركب الخُطوب مَع الذُنوب وَلَم يَكُن

لِضلاله في رَأيه مَألوفا

بِكَ يا عَزيز قَد اِستَظَلَّ لِذاته

فَعَفوت مِن كَرَم وَآمن خوفا

أَمّا وَفاك لَهُ فَكانَ سَماحةً

مِن حسن أَصل لا يَزال مُنيفا

شَيّدتُ أَبياتي بِمدحك وَالثَنا

فَاقبل بحلمك وَاترك التَكليفا

يا سَعدَها إِن نالَها مِنكَ الرضا

فَبِهِ أَصولُ وَلا أَهاب أُلوفا