طير السعادة غرد

طَير السَعادة غَرّدْ

عَلى غُصون العمارِ

حَيث السَعيد محمدْ

أَحيا رسوم الدِيارِ

وَعَن أَبيه تَأسَّدْ

في مَصر ذات الفَخارِ

وَأُنسنا قَد تجدّدْ

في لَيله وَالنَهارِ

فَهُوَ العَزيز المؤيدْ

بِالنَصر عالي المَنارِ

نَصير أَقطار مَصرِ

لَهُ مَساعٍ سَعيدهْ

في برّها وَالبِحارِ

لَهُ أَيادٍ مَديدهْ

فاضَت عَلى كُل دارِ

لَهُ خِصالٌ حَميدهْ

بَين المُلوك الكِبارِ

لَهُ سُيوفٌ مُبيدهْ

لِلضدّ يَوم الغبارِ

لُهَ جُيوشٌ شَديدهْ

تَسطو عَلى كُل ضاري

مِن تَحت راية نَصرِ

كَم سيرةٍ مَرضيَّهْ

سارَت لَهُ في العِبادِ

وَكَم أُمور جَليَّهْ

بَدت لَهُ في البِلادِ

وَكَم لَهُ مِن مَزيَّهْ

تَقضي لَهُ باِنفِرادِ

سَل عَن نَداه البَريَّهْ

وَحَزمه وَالرَشادِ

فَعَدله في الرَعيَّهْ

متوّج بِالسَدادِ

وَعَصره خَير عَصرِ

فَيا لَهُ مِن إمامِ

ذي رَأفةٍ وَودادِ

وَيا لَهُ من همامِ

أَباد أَهل العِنادِ

بِمدفع وَحسامِ

وَبِالرِماح المِدادِ

وَهَل لَهُ في الأَنامِ

مقارنٌ في الجلادِ

وَإِنَّهُ خَير حامي

لِمَصر مِن كُلِّ عادي

في يَوم كرٍّ وَفرِّ

فَكَم بِها مِن حُصونِ

تَحصَّنت بِالرِجالِ

بِهمةٍ وَفُنونِ

وَيَقظة وَاحتِفالِ

وَراحةٍ وَسُكونِ

بِعَزم أَفضل والِ

مُوفَّقٍ وَمَصونِ

عَن الخَطا في المَقالِ

لا زالَ فَوق متونِ

لِلعادِيات الغَوالي

يَصمي بِبيضٍ وَسمرِ

فَما لِهَذا السَعيدِ

في فَضله مِن قَسيمِ

وَكَم بَرَأي سَديدِ

وَذَوق فهمٍ سَليمِ

سَطا بِعَزم شَديدِ

عَلى عَدوّ ذَميمِ

فَفرّ من ذا العَميدِ

في يَوم حَرب عَظيمِ

لَما رَمى بِالحَديدِ

وَبِالعَذاب الأَليمِ

وَظلّ في ضيق حصرِ

بُشرى لَنا بِجَسورِ

يَمشي أَمام العَساكرْ

يَلقى بِبَطشٍ هصورِ

لَدى الوَغى كُلَّ فاجرْ

أَكرم بِهِ مِن نَصيرِ

لِمَصره بِالبواترْ

فَما يُرَى مِن نَظيرِ

لِمثله في الدَفاترْ

وَكَم لَهُ مِن شَكورِ

عَلى جَزيل المآثرْ

بَدرِّ نظمٍ وَنَثرِ

فَاللَه يُبقي لِناسِهْ

ذاتَ السَعيد الكَريمِ

حَتى يَردَّ بِباسهْ

عَن مَصر كُلَّ لَئيمِ

وَيَقتدي بِحَماسِهْ

في الجند أَيُّ زَعيمِ

وَيَحتَمي بِمراسِهْ

نَزيلُه مِن غَريمِ

وَيَهتدي بِقِياسِهْ

للرأي كُلُّ حَكيمِ

إِلى نُشورٍ وَحَشرِ