على دارك يا جاري

على دارك يا جاري

صباح الخير من داري

سلاما لا أريد بقو

له إلّا رضا الباري

فقد أوصى كما تعلم

قلب الجار بالجار

ومن حقّك أن تأمن

آثامي وأخطاري

ومن حقي أن تست

ر عاري إن بدا عاري

ولكنّي على عينيك أشكو

ظلم أيّامي

يمرّ الشهر بعد الشهر

والعام مع العام

ولا تسمع أنّاتي

ولا ترحم آلامي

أجوع وفي يديك الخب

ز أعجنه بأحلامي

وأدحوه بآهاتي

وآكله بأوهامي

ويا جاري كم من ليلة

ظلماء كالقبر

طواني ثوبها الداجي

وأطفالي على حجري

أُهَدهِدُهم وأُبكيهم

وأبكى معهم عمري

وأنت بما نكابِدُه

من الالام لا تدري

فما أدناك من عيني

وما أنآك عن فقري

ولي يا جار مثل الناس

زوج ما أحيلاها

وما أقسى حياتينا

على الفقر وأشقاها

ترى زوجك في النعمة

لا تبرح دنياها

فما تفتأ ترثيني

بما تسفك عيناها

ومن سوّاك سوّاني

كما شاء وسوّاها

ويا جاري أتى الشهر

الذي أعرفه وحدي

فعمري كلّه رمضا

ن حرمانٌ بلا حدّ

أخاف إذا أتى العيد

كما جاء على ولدي

وعندك كلّ ما ترجو

وفقري كلّ ما عندي

أخاف إذا أتى العيد

وناداني المواليد

أبانا ذهب العمر

وأشقتنا المواعيد

لكلّ الناس أعياد

ونحن أما لنا عيد

وكم قلت لنا صبرا

فربّ الناس موجود

وما بالصبر يطفى غلّة

الحرمان منكود

أخاف على حياء النف

س أن أبذله كفرا

أخاف على عفاف الزوج

أن تهريقه قسرا

وأن ألبس عار الدهر

بعد تصبّري دهرا

فأقتل خشية الإملا

ق أو أسرق مضطرّا

فأزداد على خسرى

بما أصنعه خسرا

أيا جاري سألقى خالق ال

جنة والنار

سألقاه لأشكوك إلى

ساحة جبّار

وأسأله بحقّ الفقر

أن يأخذ لي ثاري

فإن ساءلتني عفوا

سأعفوا دون إصرار

فقد أوصى كما أعلم

قلبَ الجار بالجار