يتناهى الأنام والأيام

يتناهى الأنام والأيّامُ

ولك الخلد دولة ومقام

يجثم الفكر خاشعا حول مثوا

ك وتروى أمجادك الأقلام

ويقولون عنك متّ وآثا

رك نورٌ لا يعتريه ظلام

أيها الميت كم من الناس حي

هو ميت لولا الخطا والكلام

عبقبريّ له على الشعر حق

فمراقى نبوغه لا ترام

الزعامات كالحياة فنون

فهي بعث أو ثورة أو سلام

وهو فنّ من الزعامة مختا

رٌ وخلق من الزعيم جسام

جاء في أمةٍ من الشرق حيرى

مزّقتها الأغراض والالام

باعثا في الوجود وثبة روح

آبد لا تحدّه الآطام

خافقا كالحياة يقظان كالنو

ر طليقا كأنه الأنسام

السياسات حوله عصبة

تبنى وأخرى رجاؤُها الأنهدام

وهو ماض كأنه آية الفج

ر إذا حف جانبيه القتام

حاملا ملء ذاته فكرة البع

ث لشعب تقوده الأوهام

جاهليّ يحيا وقد نقد الده

ر كما عاش في المتاهات سام

ويروحون يبحثون وخلف الليل

دوح بها البناء يقام

جهلوا أمرها وحجبها عنهم ضباب

من صنعهم وغمام

وانتهى سرها إليه فما أغفى

ومن حوله الكسالى نيام

شاءها صيحة ففكّت قيود

وارتقت أمّة وتم نظام

أيها الثائر المحرر ماذا

من معانيك تدرك الأفهام

لم يزل صوتك الندى كما كا

ن وإن غاب وجهك البسام

آه لو تستطاع رجعة ميت

قبلما يؤذن الحياة الختام

لرأيت الذي غرست وقدآ

تى ثمارا كأنها الأحلام

بلغت مرفأ الأمانيّ يا قا

سم حواء والرياح جهام

بلغته وحقّقت ما أرادت

رغم ما أرصدت لها الأيام

إنها أيها الحبيب كما شئ

ت كفاح ويقظة واعتزام

باركتها هدى العظيمة حتى

لقيت ربها عليها السلام

ولدينا من روحها نفحات

هن للنّيل صبوة وغرام

لم يزل سيرها على وجهها الأه

دى ومن حولها الصخور فئام

حاربوها وما يزالون والمو

كب يجرى وروحه الإقدام

لست أدرى وليس غيري أدرى

ما مدى ما يريده الأقوام

أقيودا والكائنات انطلاق

أم ركودا والعالمون اضطرام

أم يقولون إن للدين حدّاً

تحمد الحرب دونه والخصام

وهو الدين حجة الجهل إن خا

ر وأعيا بيانه الإفحام

أيها المرجفون قد ذهب الأم

س وهل الضحى ومات الظلام

ولها حقّها الذي يدفع التا

ريخ عنه والعقل والإسلام

وغدٌ بيننا ومنه سندرى

أحلال تحريرها أم حرام

والأتيّ العالي من السيل لا يم

نع تهداره حصى أو رجام