مجد يهان وعزة تتضعضع

مجدٌ يهان وعزة تتضعضع

حتّام أنت على الزمان مضيّع

في كل يوم حادث وضحية

وبكل واد مأتم وتوجّع

ما أنت في الدنيا وماذا ترتجى

ولكل حرّ فوق أرضك مصرع

ما زلت من ماضيك أقرب ثاكل

عهدا بما يدمى العيون ويدمع

أيئِستَ أم آمنت أنك زائلٌ

ومن العقائد ما يضرّ وينفع

يا معبد الطاغوت دينك باطل

فلكل إثم في رحابك موضع

أمم كأطراف الجذيم فناؤها

إرث على نوبِ الحياة موزّع

أبناؤها الغرباء في أوطانهم

كفٌّ مصَفّقةٌ وأُذن تسمع

ومضلّل وهب الحياة لمذهب

النار بعض دعاته والمدفع

ومؤمّل عند الكريهة حظّه

بعد الكفاح منيّة لا تدفع

أشلاءُ معركة الحياة وعندهم

أن الجهاد تنابذٌ وتقاطع

فإذا تنادوا للفداء تفرّقوا

وإذا تداعوا للسلاب تجمّعوا

ما ضاء مطلعهم بنجم ثاقب

إلا وكان القبر ذاك المطلع

يا شرق والأيّام دائبة السرا

والليل حولك والردى والبلقع

طال الطريق وفي حداتك فتنة

ووراء وجهك أفعوانٌ أبقع

ما زلت أنظر دون فجرك غيمة

يحمومة للسم فيها منقع

يا شرق والتاريخ وثبة أمة

ترجو الحياة ورأيها مترفع

أخشى عليك وأنت تحلم عابثا

ألّا يكون لما يفوتك مرجع