لك الإمارة والأقوام ما برحت

لكَ الإمارةُ وَالأَقوامُ ما بَرِحَت

بكلِّ عالي الذُرا في الكونِ تَأتَمِرُ

لو لم تَرثها لما أَلقَت أَعِنَّتَها

إِلّا إلَيكَ خلالٌ كلُّها غُرَرُ

يَاِبن الأُلى لو أَطلّوا من مَضاجِعِهِم

يوما عليكَ لَقالوا إيه يا عُمَر

أَعَدت أَيّامَهُم في مِصرَ ثانيةً

حتى تَوَهَّمَ قومٌ أَنَّهُم نشِروا

وَسِرتَ سيرتَهُم حتى كأنَّهمُ

إذا خطَرتَ بِأرض مرّةً خَطروا

لِلَّهِ درُّكَ كم نَبَّهتَ من هممٍ

تُثنى على أَهلِها الآصالُ وَالبُكرُ

وَكم تَعهَّدت جرحى من أُسودِ وغىً

إن يَكشِر الدهرُ عن أحداثهِ كَشَروا

مستنجِداً من بني مصرٍ إلى شَممٍ

إذا رأوا ثُلمةً في حوضِهم جبَروا

مستَهمياً هامياً واليلُ في وَجلٍ

من أَن تجودَ به أيمانكُم حَذِرُ

حتى تَفاهَمت الأرحامُ وادَّكَرَت

ما بينها الأَهلُ وَالخَلّانُ وَالأُسَر

وَآذنَ البرُّ بِالسُقيا وما فَتِئَت

منهم وَمنكَ صنوفُ البرِّ تُنتَظَرُ

وَحرَّكَت كلَّ كفٍّ بِالنَدى مِقَةٌ

حتى تَعَجَّبَت الأَنهارُ وَالغُدرُ

وَالناسُ إن قام يَستَسقى الكريمُ لهم

سحائبَ الفضلِ بَشَّرهُم فَقد مُطروا

يَأبى علاءُ سعيدٍ أن يُشابههُ

إلّا أينَ دوحتِه إن قامَ يَفتَخِرُ

ما زالَ يحمَدهُ رائيكَ مُدَّكِراً

وَالأَصلُ بِالفَرعِ إن حاكاهُ يُدَّكَر