دور من القدم الغالي مجللة

دورٌ من القدم الغالي مجلّلة

تبعثرت بين أشجار وغيطان

أرنو إليها فتعدوني بنظرتها

إلى ترقرق غدران وشطآن

وبعضها صاحب العليق في شغف

كأنها في عناق ليس بالفاني

جلست في المرج كالمشدوه أرقبها

فلم تعرني التفاتا بعد نسياني

أنا الغريب الذي يرجو رعايتها

فما لها شغلت عن خير حسباني

هل العصافير والغربان تسعدها

وليس تسعدها أشواق إنسان

لا بدع إن كانت السلاك حاشدة

بهن في صلوات مثل رهبان

والشمس تضفي سناء من أشعتها

كأن إشعاعها غفران ديان

أم أنني في نزوحي عن مشاهدها

صار احتفائي بها أدنى لنكران

وصار أولى بها من رام ألفتها

في كل فصل ولم يحفل بميزان

حاذر من الشمس قالوا إنها خطر

وإن تقبيلها إحراق نيران

فقلت يا حبذا فالنار في لهفي

فما أبالي إذا شبت بجثماني

لقد هجدرت نيويورك لأعبدها

فكيف أحذرها في فرط غيماني

لم يشكها شجر أو طائر غرد

ولا أزاهير من ميراث نيسان

ولا اشتكت حشرات ثم راقصة

كأنها الفن والإشعاع في آن

فكيف أشكو وأخشى من توهّجها

والشمس روحي وإلهامي وجسماني

كأنما أشكو وأخشى من توهجها

والشمس روحي وإلهامي وجسماني

كأنما أخنتون حين مجدها

قد ناب عني في حبي وقرباني

كأنني البحر في موج يغازلها

أو أنّني العشب في أحلام نعسان

وأقبلت زمر شتى تكلمني

من الطيور وقد جاوبن ألحاني

حتى السكون الذي حولي له لغة

تردّدت في حنايا كائني الثاني

حين السماء التي تاهت بزرقتها

تنافس البحر في معنى وألوان

من كل هذا وهذا أستمد غنى

كأنما نظراتي لوح فنان

أعيش في وسطها من بعض نفحتها

وقد نسيت تباريحي واشجاني

كما رجعت إلى المفقود من عمري

مجددا في نعيم ناضر ساني

وأملأ العين من ألوان خمرته

كأنني شارب أكواب رضوان

حتى إذا الليل وافى في سكينته

ودغدغ البدر بالإشعاع وجداني

نظمت شعري هذا من مباهجه

ومن مباهج يومي الناعم الهاني

هدية الروح من نعمى يعاش لها

إلى صديق أراعيه ويرعاني

مضت سنون على يوم لفرقتنا

ولم نفرّق بأرواح وأبدان

فإنّنا شعراء في تصوّفنا

وقد سمونا على تحديد إمكان