عودوا إلى حوض الرئيس وظله

عودوا إلى حوض الرئيس وظلِّهِ

مستوثقين برأيه وبسبْلِهِ

وتزودوا منه هدايتكم فقد

كاد الركاب يضل خلف مضله

إن الذي قاسيتمُ من بعده

قاسى سواكم مثله من قبله

يا غائبين وفي الضمائر وحشة

من هجره وغضاضة من عذله

أغضبتموه عليكم وعداتكم

أولى بغضبته وفادح حمله

وشغلتمُ بالعتب منه جانباً

وجدال خصمكمُ أحق بشغله

أيهم بالأسرى يفك قيودهم

بطل وفيهم من يهم بقتله

إن الذي حمل الأذى من خصمه

أولى به حمل الأذى من أهله

الشعب يجهل للنزاع نهاية

والشعب يخشى أن يموت بجهله

هذا أشق على الحمى وأشد من

جبروت حاميه ومن محتلِّه

إني لأشفق منكمُ وعليكمُ

وأبث شكوى الواجد المتولِّه

ومحرمين على الأبيِّ لضيفه

إعزازه وهمُ ضيوفُ مُذِلِّه

إن كان عذر القوم رسل منكمُ

فالوافدون اليوم أفضل رسله

أيؤجج الغلاب في مغلوبه

غلّاً ويأبى عذره في غله

ويسوق ذو البطش الأخيذ ويتقي

بالسيف صيحة موجع من أجله

قرب المعاد وأين ما أعددتمُ

لغريمكم ولختله ولمطله

أيعيد كرته وفيكم خشية

من بأسه وتلهُّفٌ من دلِّه

وقد ابتليتم أمس وثبة ليثِهِ

هل تأمنون اليوم نفثةَ صلِّه

ولقد قرأنا في عواصف صحفه

ما لا نسر بذكره وبنقله

وأرابنا بعد اللقاء سكوتُكم

وهو الفخور بقوله وبفعله

كيف السلامة منه وهو مرابط

حول البلاد بخيله وبرجله

ومن الكفيل بقسطها من نيلها

وهو المحيط بفرعه وبأصله

أنسير من رق الزمان وأسره

شيعاً إلى جدب المكان ومحله

ليس القوي بناره وحديده

مثل القوي بقلبه وبعقله

ومغالط من يدعي استقلالَهُ

إن لم يجد سبباً إليه كله

وإذا أتى الحق الصريح تبرُّعاً

وتفضلاً فأجله كأقله

قد كان شمل الشعب أكبر عُدَّة

ووكيله المختار جامع شمله

عودوا إليه فكل شرط باطل

إن لم يمحصه وإن لم يُمْلِه

إني لأدري والتجارب جمة

بالفرق بين سجلِّهم وسجلِّه

أولى بهم ذاك المراس وإنه

لعقوبة المتجبر المتألِّه

ولكل عاتٍ جانبٌ من حزمه

ولكل حرٍّ جانب من فضله

يا سعد أعلاني رضاك بصدق ما

أتلو وأي مجاهد لم تُعْلِه

أجزيك عن وطني وقومي خير ما

تجزي وألقَى ما صنعتَ بمثله

شيم الوفي بعهده والمكتفي

بيقينه والمطمئن بعدله