بذلنا لذكرى الأربعين دموعنا

بذلنا لذكرى الأربعين دموعنا

ولو نفع المبكى بكينا لها دما

وقد كنت أرجو موسم العام ملتقىً

لأهلي فكان الملتقى فيه مأتما

فيا ليتنا في الأرض أشتات فرقة

وليتك كنت الحي فيها المنعَّما

أمثليَ عمٌّ عاش بين بني أخٍ

أبرُّ بهم من والديهم وأرحما

تعهدت وحدي من تبنَّيت منهمُ

فكنت الأب الأعلى وكنت المعلما

وما الحزن من أمٍّ على ابنٍ ومن أب

بأكبر من حزني عليك وأعظما

فليت الذي أرداك في نضرة الصبا

طوى عمك الكهل الكبير المهدما

ثلاثين عاماً أم ثلاثين ساعة

أخذت من العمر النصيب المحتما

نأى عن شقيقيه الشقيق ولم يعد

وما اعتدت منه نأي يومين عنهما

يعز عليَّ اليوم أنك خارج

وأنك لم تدخل عليَّ مسلِّما

حياتك فينا استعجلتها حداتها

وماكان أغلاها حياة وأكرما

ولولا شكاتي من سماع ورؤية

وضيقي بها حرمت أن أتكلما

ومن كان يرجو صحة وسلامة

فإنّيَ أخشى أن أصح وأسلما

وإن شاءت الأحزان تركي طلبتها

كأنيَ بالأحزان أصبحت مغرما

ولو كنت مختاراً لكنت لدى المدى

لعمرك من عمري المطيلَ المتمما

وما أنا عن حرب وسلم بسائل

ولا عن مكان القوم بعدك منهما

وما نافعي بعد الذي أنا فاقد

من الأهل أن ألقى لي الملك مغنما