شباب ضاع في زور الكلام

شَباب ضاعَ في زور الكَلامِ

وَشَيبٌ لاحَ في مَدح اللئامِ

أَما مِن تَوبة يا نَفس حَتّى

تفوزي بِالرضا قَبل الحِمام

فَكَم سوّدتُ بِالبُهتان وَجهاً

يُضيء بِمَدح مصباح الظَلام

محمد الَّذي أَربى سَناه

عَلى الأَقمار وَالبَدر التَمام

رَسول طاهر طهر نقيّ

كَريم قَد تَناسل مِن كِرام

رؤف بِالعِباد بِهم رَحيم

شَفيع فيهمُ يَوم الزِحام

فَما مَدحي لَهُ وَاللَه أَثنى

عَلَيهِ بِالتَحية وَالسَلام

وَقرّبه وَأَيده بِنَصر

مُبين بِالأَسنة وَالحسام

فَهَل أَحد به أَسرى كَطَه

وَظلَّله المهيمن بِالغَمام

وَهَل أَحد لَهُ حَوض كَحوض ال

نبيّ الهاشمي خَير الأَنام

وَهَل بِالرُسل وَالأَملاك صَلَّى

إِماماً غَيرُ أَحمدنا التهامي

وَهَل أمم تَفاخرنا وَإِنا

لَنا فَخر يَزيد عَلى الدَوام

لَنا البُشرى فَإِنا قَد بَلَغنا

بِهِ مِن ربنا فَوق المَرام

وَفضلنا الإِلَه عَلى كَثير

وَأَتحفنا بِزمزم وَالمَقام

وَنَحنُ الغرّ أَمة مَن تَعالى

عَلى الأَملاك وَالرُسُل العِظام

فَبالصدّيق يا ذخر البَرايا

أَبي بَكر خَليفتك الإِمام

وَبِالفاروق أَشجَع مَن تصدّى

لِقَمع ذَوي الضَلالة بِالسِهام

وَذي النُورين مَن حازَ المَعالي

بِبَذل النَفس في يَوم الخِصام

وَبِالصهر اِبن عَمِّك يا حَبيبي

عَليّ فارس الحَرب الهمام

وَبِالزَهراء وَالسبطين كُن لي

شَفيعاً يا رَجائي في القِيام

وَراقبني فَإِني عَبد سُوء

صرفت العُمر في زُور الكَلام

وَلَكني ندمت عَلى ذُنوب

بَدَت مِني وَلَم يَنفَع مَلامي

وَجئتك تائِباً يا رَب فَاقبل

مسيئاً يَرتَجي حسن الخِتام