السعد غلام في مصر

السَعد غُلامٌ في مَصرِ

لِسَعيدٍ واليها الصَدرِ

اللَّيث الفائز بِالنَصرِ

وَالدَولة في هَذا العَصرِ

بِثَبات الجُند المَنصورِ

يا منشي أَركانِ العَدلِ

بِالحَزم الوافر وَالفَضلِ

وَالعَزم السافرِ وَالبَذلِ

وَالعلم الثابت بِالنَقلِ

عَن كُل إِمامٍ نِحريرِ

يا مُحيي ذكرِ الإِسكندرْ

في الكَون بِتَنظيم العَسكَرْ

بُشراك فَذا الجَدّ الأَكبَرْ

قَد حازَ بِكَ الحَظ الأَوفرْ

يا خَير عَزيزٍ مَشكورِ

يا خَير عَزيز بِالسَبقِ

قَد فازَ وَعامل بِالرفقِ

وَقضى في مَصر بِالحَقِّ

وَالرَأفة ما بَين الخَلقِ

فَسَما بِالفعل المَبرورِ

يا مَصر الصَدر لَهُ وَالي

وَاحظَي مِنهُ بِالإِقبالِ

لا تَخشَي يَومَ الأَهوالِ

كَيداً فَسَعيدُ الأَبطالِ

ربُّ الإقدام المَشهورِ

يا مَصر ائتمي بِالصَدرِ

فَهوَ المَولى عالي القَدرِ

الأَولى مِنا بِالشُكرِ

مَن أَروى أَبناء العَصرِ

مِن بَحر الجُود المَسجورِ

فَالصارم في إثر المدفعْ

لعدوّ مَخذولٍ يَصدعْ

وَعَن الأَوطان بِهِ نَدفَعْ

مَن جاءَ بِلا عَقل يَطمَعْ

فيها لبَلاءٍ مَقدورِ

لِبَلاء فيها يرصدُهُ

بِأَليم عَذابٍ يقصدُهُ

وَهَوانِ هَوانٍ يَحصدُهُ

مِن طوبجيٍّ تَرمي يَدُهُ

لِعدوّ اللَه المَغرورِ

مِن طُوبجي بِالداناتِ

يَغتال زَعيمَ القاداتِ

أَو خَيَّالٍ في الهيجاتِ

يَستأصل غُصنَ الهاماتِ

بِحسام ماضٍ مَشهورِ

أَو زنجيٍّ بِالمزراقِ

لا يَطعَن غَير الأَحداقِ

أَو أوجيٍّ سامٍ راقي

ما يَدفعه أَبداً راقي

عَن مُهجة خصمٍ شرّيرِ

أَو زرخٍ تهجمُ بِالخَيلِ

لِلكَبسة في جُنحِ الليلِ

فَتزعزعُ أَركانَ القولِ

وَتردّ الصاغَ إِلى الصولِ

وَتَعود بِنصرٍ مَأثورِ

أَو قرّابٍ بين الصَفِّ

يَرمي بِرَصاصٍ للحتفِ

فَيصيب الرَأسَ مَع الأَنفِ

وَيشوّش تَنظيمَ الصنفِ

في مَوقف هولٍ مُنكورِ

أَو ذي لغمٍ بِالصلقومِ

لا يُطعمُ غَيرَ الزقُّومِ

وَيسدّ بُوغازَ الحلقومِ

مِن جَيش باغٍ مذمومِ

مَطرودٍ عنا مدحورِ

أَو كوبريّ فَوقَ البَحر

لا يُنصَبُ إِلّا بِالأَمرِ

وَإِذا ما ساروا في البَرِّ

حَمَلوه كأثقال الجرِّ

مطوياً طَيّ المَنشورِ

أَو ذي علمٍ عِندَ الخطبِ

بِدقائق هَندسة الحَربِ

يَتصدّى في يَوم صَعبِ

لاستكشاف الوَضع الخَصبِ

في غَفلة جَيش مَحصورِ

لا زالَ سَعيدٌ ذو الصَولهْ

وَالعز الدائم وَالدَولهْ

في مَصرَ عَساكرُهُ حَولَهْ

كُلٌّ مِنهُم يَرعى قَولَهْ

وَلَهُ يُصغي في الطابورِ

وَتَقوم جَميعاً لِلوَطنِ

بِالواجب في أَبهى زَمَنِ

فَتفوز بِأَنواع المننِ

مِن هَذا الصَدر أَبى طوسنِ

الشبل الشَهم المذكورِ

أَبقاه لنا رَبُّ الناسِ

بِالقوّة يَدفعُ والباسِ

عن روضتنا وَالمقياسِ

شرَّ الوسواس الخناسِ

وَسواه مِن أَهل الجورِ

أَو قُلنا يا عالي الهمَّهْ

عش فينا مَوفورَ النعمهْ

مَشروحاً صَدراً لِلأمّهْ

مَسروراً يولي مِن أَمّهْ

مِن فَيض الغَيثِ المَمطورِ

يا صَدر العليا وَالمَجدِ

أَوصافُك جلّت عَن عدِّ

وَلَأَنت جَديرٌ بِالحَمدِ

قَوّاك المَولى بِالجُندِ

ما أَشرَق وَجهُك بِالنُورِ

وَحباك إِلى يَوم الحَشرِ

في تَخت سُعودِك بِالبشرِ

وَالحظوةِ مَع طُول العُمرِ

وَحَميدِ السيرة والذكرِ

بِالسعي لجبر المَكسورِ

هَل فينا مثلُك مِن ثاني

يا أَشجَعَ قرم طعّانِ

قَد صار لِأَهلِ الإِيمانِ

حُصناً مَرفوع الأَركانِ

وَعَزيزاً سامي التَدبيرِ

فَاحكم وَامر وَاغنَم وَاكسبْ

وَاقبل مَدحي وَاسمع وَاطربْ

وافعل ما شئت وَدُمْ وَاصحبْ

جَيشاً عَن مَجدك لا يَرغَبْ

يا أَكرَم والٍ مَسرورِ

يا أَكرم والٍ ذي شممِ

كَأبيك القامع للأممِ

وَالفاتح قَبلك للحرمِ

في عَسكر مصر ذوي الهممِ

بِعَزيمة لَيثٍ هَيصورِ

بِعَزيمة لَيثٍ كرّارِ

أَصمى في جَيشٍ جرّارِ

مُهجَ الفجّار الأَشرارِ

بِسنان الرُمحِ الخطارِ

ورثى لِأَسير موتورِ

أَولاك اللَه مِن الفَتحِ

وَالنَصر الكامل وَالربحِ

وَالحلم الشامل وَالنصحِ

وَالرَأي العائد بِالصلحِ

ما لا يُحصى بِالتَقديرِ