هد الجوى ركبي

هَدَّ الجوى رَكْبي

في مذبحِ الحرمانْ

جُرِّدتُ من حُلْمي

في غَيْهبِ الأشْجانْ

النَّوحُ وافاني

والنّاسُ نُوّامُ

خَلَّفْتُ جُثماني

تَطْويهِ آلامُ

في جُبِّ وجْداني

الجَوْحُ قوّامُ

أفرغتُ في نايي

ما خبّأ الكِتمانْ

أفْضى لأنّاتٍ

نَحيبُها فُقدانْ

الهمّ أعْياني

والرَّغدُ أوْهامُ

الخِلُّ خَلّاني

والأهْلُ لُوَّامُ

السُّقْمُ أعْياني

والصَّحْبُ إحْجامُ

إنْ رُمتُ سَعدًا لا

يُهْدَى إلى العُنوانْ

إنْ رامَني قرْحٌ

أتى بِلا اسْتئذانْ

نوائب الخيْبات

هُرِعْنَ لي حَصْرا

سقَينني الرّوعات

أوقدنَ بي جمْرا

أورثنني الآهات

للدَّهرِ ما أجْرى

ها عتمُ دَيْجوري

راسٍ كما البُنيانْ

سفينتي تيهٌ

وَوِجهتي الخِذلان

لا ضوءَ في المشكاةْ

والعينُ لا تَكْرى

في عَصَبي عِلاتْ

مادَتْ بيَ العُسْرَى

تلُمُّني الأشتاتْ

وفي المدى أُذْرى

البينُ لي بحرٌ

وقاربي الأحْزانْ

وشهوةُ الإبحارْ

تغْتالُها الشُّطآنْ

أنا سفيرُ الآهْ

مِنْ حَيثُ لا أدْري

في رِبْقَة الويلاهْ

جزَّ الأسى عُمري

الخصْبُ عَني تاهْ

في جَدبةِ القَفْرِ

صَحيفَتي وَيْلٌ

وحِبرُها أسْيانْ

مَطْلَعُها فَجْعٌ

ومتنُها ذيْفانْ

في أحرفي أوّاهْ

تنهالُ من صَدْري

نَحْسٌ أنا مَبْناهْ

قَدْ عاثَ في نَثْري

والحَظُّ ما أشْقاهْ

قدْ حارَ في أمْري

لالسْتُ بَكّاءً

مِمّا جَرى أو كانْ

ذا صوتُ إنْساني

وكُلُّكُم إنْسانْ