يا ليالينا بوادي السلط قد

يا ليالينا بوادي السلط قد

عاودت قلبيَ ذكراك فحنا

هزّني الشوق إلى الروض الذي

كنت ألقى دونه الظبي الأغنا

كيف أنسى ليلةً في ظله

إذ تواعدنا لقاء فالتقينا

ضمنا الروض طروبا ضاحكاً

وحنا الدوح علينا وأجنا

ها هنا الجدول يشدو طرباً

وهناك الطير في الأغصان غنى

وأزاهير الربى في نشوةٍ

راقصات كالغواني تتثنى

والغصون اللدن يدنيها الصبا

فترى في الدوح غصنا ضمّ غصنا

والنسيم الرطب يسري سحراً

حاملاً رجع حديث الحب عنا

عرسٌ لم يشهد الدهر له

مثلاً في الأيك تطريباً ولحنا

خلَسٌ في غفلة الدهر مضت

نوّلَتنا في الهوى ما نتمنى

فقضينا ليلنا في غبطةٍ

وعلى البر بعهدينا افترقنا

حلمٌ مرّ ولم يبق سوى

لفحات الوجد في القلب المعنى

بين جنبيّ خفوقٌ كلّما

شاقهُ عهدُ الصبى والحبّ جنّا

كم سهرتُ الليل أحيى ذكرهم

قلِقَ المضجع لا أغمض جفنا

قد ذكرناهم على شحط النوى

وحفظناهُم وإن كانوا نسوّنا

هل إلى الوصل سبيلٌ بعدما

شطّت الدار وقد بانوا وبنا

ويعود الأنس للوادي وهل

نلتقي في الروض تحت الدوح وهنا